تقييم تنفيذ توجيهات الرئيس في تعز: إنجازات محدودة وإخفاقات كبيرة

7 مارس 2025Last Update :
تقييم تنفيذ توجيهات الرئيس في تعز: إنجازات محدودة وإخفاقات كبيرة

الجنوب اليمني | متابعات

مع انتهاء المهلة التي حددها رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، للسلطة المحلية في تعز، يظهر تقييم الوضع أن الجهود المبذولة لتحسين الخدمات والأوضاع العامة في المحافظة كانت محدودة، ولم تحقق التوقعات المطلوبة.

رغم بعض التحسينات الطفيفة التي شهدتها المدينة خلال الأشهر الماضية، مثل إصلاح بعض الطرق وحملات النظافة المؤقتة، إلا أن هذه الإجراءات لم تكن كافية لتحقيق تحسن ملموس في حياة المواطنين. فمع انتهاء المهلة، لا تزال تعز تعاني من أزمات خانقة في الخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء والصرف الصحي، بالإضافة إلى تفاقم مشكلة النفايات وانتشار العشوائيات.

وخلال فترة المهلة، تم تنفيذ عدد من المشاريع الخدمية، مثل صيانة بعض الشوارع وتحسين شبكات الصرف الصحي في أحياء محدودة، إلا أن هذه المشاريع كانت بتمويل من منظمات دولية وإقليمية، وليس من السلطة المحلية. كما تم تسفير 44 جريحًا للعلاج خارج البلاد، وتنفيذ بعض حملات النظافة المؤقتة.

**الإخفاقات الكبرى**
1. **الصرف الصحي والمياه**: لا تزال أحياء عديدة في تعز تعاني من طفح المجاري وغياب شبكات الصرف الصحي، رغم الدعم الدولي الذي تجاوز 23 مليون دولار بين 2021 و2024. كما أن مشكلة انقطاع المياه مستمرة، خاصة مع سيطرة مليشيا الحوثي على الآبار الرئيسية.
2. **الكهرباء**: لم يتم تحقيق أي تقدم في حل أزمة الكهرباء، حيث لا تزال المحافظة تعتمد على المحطات التجارية الخاصة، مع ارتفاع تكاليف الاشتراك وزيادة ساعات الانقطاع.
3. **النفايات والعشوائيات**: استمرت مشكلة تكدس النفايات في الشوارع، وعادت البسطات العشوائية إلى الأماكن العامة بعد حملات إزالة مؤقتة.
4. **الفساد والإدارة**: تم رصد العديد من حالات الفساد وسوء الإدارة، بما في ذلك عدم وجود مناقصات شفافة وتأخر تنفيذ المشاريع.

وأظهر تقرير السلطة المحلية، الذي قدمته مع انتهاء المهلة، مغالطات في الأرقام والمشاريع المزعومة. فبينما ادعت السلطة تنفيذ 156 مشروعًا بتكلفة 6 مليارات و898 مليون ريال، كشفت وثائق رسمية أن التكلفة الفعلية لم تتجاوز 4 مليارات و772 مليون ريال. كما أن غالبية المشاريع المنفذة كانت بتمويل خارجي، وليس من ميزانية السلطة المحلية.

ويطالب سكان تعز بتحسين الخدمات الأساسية، ومحاسبة الفاسدين، وتعزيز الشفافية في إدارة المشاريع. كما يدعون إلى إجراءات عاجلة لمعالجة أزمات المياه والكهرباء والصرف الصحي، والتي تتفاقم يومًا بعد يوم.

رغم الجهود المحدودة التي بذلتها السلطة المحلية، إلا أن الوضع العام في تعز لا يزال مأساوياً حيث يعاني من إخفاقات كبيرة. ويتطلب الأمر إصلاحات جذرية وتعزيزًا للشفافية والمساءلة لتحقيق تطلعات المواطنين في تحسين حياتهم اليومية.