الجنوب اليمني | وكالات
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تداعيات المحادثات المباشرة التي تجريها واشنطن مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، معتبرة أن هذه المفاوضات أدت إلى تهميش دور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإخراجه من معادلة التفاوض، ليصبح “متفرجاً” في المشهد السياسي.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن أفيف بوشينسكي، المستشار الإعلامي السابق لنتنياهو، قوله إن “ما حدث لنتنياهو هو انتقاله من موقع لاعب الهجوم إلى مقاعد الجمهور، بعدما تم إبعاده نهائياً عن مسار التفاوض”.
أسباب التواصل الأميركي مع حماس
وكشف آدم بولر، المبعوث الأميركي للمفاوضات المباشرة مع حماس، في حديث لقناة “كان 11” الإسرائيلية، أن التواصل المباشر مع الحركة يهدف إلى “إطلاق سراح الأميركيين والإسرائيليين”، والاستماع إلى مطالب حماس لإنهاء الحرب.
وأشار بولر إلى أن بعض المطالب التي طرحتها حماس “معقولة وقابلة للتطبيق”، مضيفاً أن المفاوضات كانت “عالقة” وأن وقف إطلاق النار كان “هشاً للغاية”، حيث قد تؤدي “طلقة واحدة إلى تغيير الوضع بالكامل”.
وفي السياق نفسه، ذكرت موريا أسرف وولبيرغ، مراسلة الشؤون السياسية في القناة 13 الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر مطلعة على المفاوضات، أن هناك “محاولة لإجراء محادثات دون علم إسرائيل”، مشيرة إلى أن “نتنياهو تدخل لإبلاغ واشنطن بعدم الموافقة”، لكن الأميركيين كانوا على دراية بذلك مسبقاً.
نفوذ أميركي متزايد
من جانبه، كشف عاموس يدلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، في حديث للقناة 12، أن “القرار لا يصدر من إسرائيل”، مضيفاً أن المفاوضات يقودها ستيفن ويتكوف، الذي أصدر توجيهاته للحكومة الإسرائيلية بإرسال وفد إلى قطر رغم معارضة نتنياهو.
وفي السياق ذاته، أكد زوهر بلتي، الرئيس السابق لإدارة الاستخبارات في الموساد، للقناة 12، أن “الأميركيين هم من يحددون الآن مسار المفاوضات”، مشدداً على أن “المصالح الأميركية هي الأولوية الأولى”، حيث تسعى واشنطن إلى إعادة مواطنيها المحتجزين قبل أي اعتبارات أخرى.
انتقادات إسرائيلية داخلية
وحذر المحلل السياسي رفيف دروكر، في القناة 13، من أن المفاوضات الأميركية تثير مخاوف لدى الإسرائيليين، قائلاً: “الأميركيون يسعون لإعادة مواطنيهم وجثث قتلاهم، لكن ماذا عن الإسرائيليين الذين لا يحملون جواز سفر أميركياً؟”.
أما يزهار شاي، وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي السابق، فقد اعتبر أن “المفاوضات الأميركية المباشرة تعكس فشل الحكومة الإسرائيلية في إعادة الرهائن”، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مصمم على إعادة الأميركيين إلى ديارهم بغض النظر عن موقف إسرائيل.
وفي إشارة إلى ازدواجية تعامل نتنياهو مع الإدارات الأميركية، قال رفيف دروكر: “لو كان بايدن هو من أجرى هذه المحادثات مع حماس، لكان نتنياهو قد نشر أربعة مقاطع فيديو لمهاجمته”، وهو ما أكده أيضاً المراسل السياسي يشاي كوهين، متسائلاً عن رد فعل وزراء الائتلاف الحاكم لو أن إدارة بايدن هي من قامت بهذه الخطوة.