الجنوب اليمني | خاص
تتصاعد حدة الاحتقان الشعبي في محافظة شبوة مع تجدد الدعوات إلى تنظيم تظاهرات سلمية واسعة النطاق، احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية وتردي الخدمات الأساسية، والمطالبة بوقف الاستنزاف الممنهج للثروات النفطية والغازية للمحافظة.
وتأتي هذه الدعوات في ظل استمرار التدهور الاقتصادي والمعيشي وتفاقم معاناة المواطنين في شبوة، على الرغم من كونها إحدى أغنى المحافظات اليمنية بالموارد الطبيعية، وعلى رأسها النفط والغاز.
وأطلق ناشطون وفعاليات مجتمعية في شبوة نداءات متزايدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأطلقوا حملة واسعة تحت وسم “#شبوة_تنتفض”، دعوا فيها أبناء المحافظة إلى التوحد والنزول إلى الشوارع في مظاهرات سلمية حاشدة، للتعبير عن رفضهم للأوضاع المتردية التي تعيشها المحافظة.
وأكد القائمون على الحملة أن شبوة، الغنية بثرواتها النفطية والغازية، تعاني في المقابل من أزمات حادة ومتفاقمة في قطاعات حيوية كالكهرباء والمياه والخدمات الصحية، مشيرين إلى أن هذه الثروات يتم استغلالها ونهبها لصالح أطراف خارجية و”ميليشيات محلية”، بينما يرزح المواطنون تحت وطأة الحرمان من أبسط مقومات الحياة الكريمة.
وحمّل الناشطون مليشيا المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، بالاشتراك مع التحالف السعودي الإماراتي المسؤولية المباشرة عن “سياسة التجويع الممنهج” التي تمارس بحق أبناء شبوة، مؤكدين أن عائدات النفط والغاز تُنفق بعيدًا عن أي رقابة أو شفافية، في حين يعيش الأهالي في ظلام دامس، ويعانون من انهيار المنظومة الصحية وارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية الأساسية.
وحذّر منظمو الحملة من مغبة تجاهل مطالبهم المشروعة، مؤكدين عزمهم على تصعيد الاحتجاجات السلمية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، ولوّحوا بقطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى مقار السلطة المحلية ومواقع إنتاج النفط، والمطالبة بتوفير مولدات كهربائية بشكل فوري ومحاسبة المتورطين في الفساد ونهب الثروات.
ويأتي هذا الحراك الشعبي المتصاعد في شبوة في سياق موجة احتجاجات شعبية واسعة تشهدها عدد من المحافظات الجنوبية جراء انقطاع الكهرباء وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية في البلاد.