الجنوب اليمني : خاص
أثار تصريح ناري أطلقه محمد عبدالملك الزبيدي، رئيس الهيئة التنفيذية للمجلس الانتقالي في وادي حضرموت، موجة استياء واسعة في الأوساط الحضرمية، بعد تهديده باستخدام قوة قوامها 300 ألف مقاتل لـ”إسقاط ما وصفه بتمرد حلف حضرموت” بقيادة الشيخ عمرو بن حبريش.
وجاءت تصريحات الزبيدي خلال كلمة له في فعالية محلية، قال فيها إن قوات المجلس جاهزة للتحرك “في أي لحظة” لفرض السيطرة على مناطق الهضبة الحضرمية، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيداً خطيراً يهدد بإشعال صراع داخلي في المحافظة، ويقوّض فرص التهدئة والحوار السياسي.
ردود الفعل لم تتأخر، إذ عبّر ناشطون ومواطنون عن رفضهم لما وصفوه بـ”الخطاب الاستعلائي والتهديدات الميليشياوية”، مطالبين قيادة الحكومة الشرعية والتحالف السعودي الإماراتي بالتدخل العاجل لوضع حد لما اعتبروه “مخططات لجر حضرموت إلى مربع الفوضى”.
واعتبر محللون سياسيون أن تهديد الزبيدي يعكس إصرار المجلس الانتقالي على فرض رؤيته السياسية بالقوة، دون اعتبار لخصوصية حضرموت وتاريخها المستقل، محذرين من أن أي تدخل عسكري ستكون عواقبه وخيمة على السلم الأهلي في المحافظة.
في السياق ذاته، شددت شخصيات اجتماعية وقبلية في وادي حضرموت على أن المحافظة لن تكون ساحة لتصفية حسابات سياسية، مؤكدين أن حضرموت ستبقى عصية على محاولات الإخضاع، داعين في الوقت ذاته إلى تغليب لغة الحوار والحكمة.
وتأتي هذه التطورات في وقت يتصاعد فيه التوتر بين مكونات جنوبية مختلفة، وسط غياب حلول سياسية واضحة، واستمرار التراشق الإعلامي والميداني، مما يضع مستقبل الاستقرار في حضرموت على المحك.