الجنوب اليمني | خاص
تشعر بالظلم والقهر عندما تخدم بلدك بكل إخلاص وتقدم لوطنك ربيع عمرك ، واصلت الليل بالنهار تكافح لأجل تحقيق الأمن والإستقرار لناسك وشعبك وبعد 30 سنة من الكد والعطاء تجد نفسك في فوهة التهديد وحياتك في خطر وبلدك الذي ناضلت من أجله لم يعد يحميك، وليس أمامك من خيار سوى الرحيل.
هذا باختصار ملخص قصة نائب مدير الأمن السياسي بمحافظة #الضالع اليمنية العقيد “عبدالتواب باعباد” الذي التقاه محرر “الجنوب اليمني” ووثق بعض تفاصيلها..
العقيد “عبدالتواب محمدعبدالكريم صالح باعباد” ، نائب مدير الأمن السياسي بمحافظة الضالع – جنوب اليمن- أحد الكوادر الأمنية الذين خدموا الوطن منذ التحاقه بالجهاز الأمني في مطلع التسعينات.
بدأ عمله في خدمة الوطن، بمحافظة لحج، ثم انتقل إلى محافظة الضالع.
وتدرج في الكثير من المسؤوليات و ساهم في أمن واستقرار المجتمع، و تعرض للكثير من المخاطر.
مؤخراً قرر العقيد “عبدالتواب باعباد الرحيل” خارج الوطن بعد أن أيقن أن حياته في خطر تاركاً عمله وعائلته في حماية أقاربه.
قصة العقيد عبدالتواب نموذجاً للكثير من أقرانه اليمنيين في الشتات بلا وطن ، فروا من الخطر رغم ما في قلوبهم من شجن ولوعة للاهل والديار ولكن ما باليد حيلة.
هناك محطات كثيرة في حياة العقيد باعباد وهي خلاصة ثلاث عقود من العمل وتنفيذ المهمات الامنية لكننا هنا نسلط الضوء على اربع حوادث غيرت مسار حياته:
1- محاولة اغتيال فاشلة استهدفت حياته وحياة أطفاله إثر قيام شخصين مطلوبين أمنياً يستقلان دراجة نارية بإطلاق الرصاص الحي على نافذة إحدى غرف منزله التي كان بداخلها مع أطفاله، و الكائن في قرية خوبر شمال مدينة الضالع، وذلك في مساء 10 أكتوبر 2008م.
2- حادثة تقطع واشهار السلاح قام بها شخص خارج عن القانون يدعى (م. ا) ومحاولة أخذ السيارة التي كان يقودها (طقم يحمل لوحة شرطة ) أثناء تحركه من مقر العمل إلى منطقة أخرى للمشاركة في مراسيم عزاء.
3- قيام شخصين مسلحين تابعين لأحد القيادات في الحراك المسلح حينها باستدعاء العقيد عبدالتواب من داخل مقر العمل وإعطائه إنذاراً بإخلاء المبنى كونه مستهدفا هو والأفراد العاملين معه المتواجدين داخل المبنى بعد اشتباكات مسلحة بين قوات اللواء ٣٣حرس جمهوري بمدينة الضالع جنوب اليمن من جهة، والعناصر المسلحة التابعة للحراك المنادي بانفصال اليمن الجنوبي عن شماله من جهة أخرى.
وقعت هذه الحادثة في نهاية شهر ديسمبر من عام 2012 م.
في هذه الفترة كان الحراك المسلح يشن هجمات مسلحة على مؤسسات الدولة والمعسكرات والأجهزة الأمنية التي يعد العقيد عبدالتواب باعباد أحد كوادرها الذين عملوا من أجل أمن واستقرار المحافظة.
واقعة رابعة تعرض خلالها العقيد باعباد للتهديد الصريح والمباشر وبكونه تحت الرصد والمراقبة حتى يتم اغتياله، على خلفية قضية رأي في شبكة التواصل الاجتماعي من قبل عسكريين تابعين لتيار متنفذ في المنطقة بتاريخ 25 فبراير 2025م
طبعا في هذه الفترة أصبح الوضع تحت سلطة من كانوا مطلوبين أمنياً، ومتمردين.
وكان العقيد عبدالتواب يتعرض لتهديداتهم وهم بدون سلطة.
وبات التهديد الأخير في فبراير 2025م من أشخاص عسكريين تابعين لهذا الفصيل، ينذر بالخطر الوشيك على حياته .
ومن حسن حظه أنه كتب رأيه هذا وهو خارج البلد في مصر تحديدا وإلا فإن تنفيذ التهديدات كان أمرا متحققا، بالقضاء على حياته.