الجنوب اليمني | خاص
أكد الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، أبو عبيدة، أن المقاومة الفلسطينية مستعدة لمواصلة معركة استنزاف طويلة ضد الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن المجاهدين يتعاملون مع المعركة الجارية بتكتيكات جديدة مستخلصة من أطول حرب خاضها شعب في تاريخه ضد محتل غاشم..
وقال أبو عبيدة في سلسلة تصريحات متلفزة، إن العدو الإسرائيلي يتحمل مسؤولية تجدد العدوان بعد أن نكث بالعهود وانقلب على الاتفاقات التي تم التوصل إليها برعاية أطراف إقليمية ودولية، مشددًا على أن المقاومة لم تكن الطرف البادئ، لكنها مستعدة لكل الخيارات.
وأوضح أن المقاومة أوقعت خلال الأشهر الماضية مئات القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال، إضافة إلى إصابة آلاف الجنود بأمراض نفسية وصدمات عصبية نتيجة المواجهات المباشرة وضربات المجاهدين الدقيقة، في دلالة على عمق التأثير النفسي والتكتيكي لعمليات المقاومة.
وأكد أبو عبيدة أن مجاهدي القسام حاولوا خلال الأسابيع الأخيرة تنفيذ عدة محاولات أسر لجنود الاحتلال، معتبرًا أن استراتيجية المقاومة في هذه المرحلة تقوم على تنفيذ عمليات نوعية، وإحداث مقتلة في صفوف العدو، والسعي لجرّه إلى معادلات جديدة.
وفي سياق المفاوضات الجارية، شدد أبو عبيدة على أن المقاومة دعمت الوفد الفلسطيني التفاوضي، وعرضت في الأشهر الأخيرة صفقة تبادل شاملة لتسليم جميع أسرى الاحتلال دفعة واحدة، لكن حكومة نتنياهو رفضت المقترح، في مؤشر على عدم اكتراثها بمصير الجنود الأسرى.
وقال إن “العدو لا يرى في أسراه أولوية، وقد بدأ فعليًا بتهيئة جمهوره لتقبل فكرة مقتلهم جميعًا”، مضيفًا أن “المقاومة لن تضمن لاحقًا العودة لصيغ جزئية بعد تعنت حكومة الاحتلال في المفاوضات”.
وفي رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية، انتقد أبو عبيدة صمت الأنظمة والنخب، معتبرًا أن “العدو ما كان ليواصل حرب الإبادة على غزة لولا اطمئنانه إلى خذلان الأشقاء وصمتهم المريب”، محملاً “رقاب قادة الأمة مسؤولية الدماء التي تسفك في أرض الرباط”.
كما وجه تحية خاصة إلى الشعب اليمني وقواته المسلحة، وفي مقدمتهم أنصار الله، واصفًا إياهم بـ”إخوان الصدق الذين فرضوا على العدو جبهة فعالة وأقاموا الحجة على القاعدين”.
وفي ختام كلمته، عبر أبو عبيدة عن فخره بصمود الشعب الفلسطيني، قائلاً:
“نقبل رؤوس شعبنا الصابر ونرفع لهم أعظم التحية.. ثباتكم هو أقوى أسلحتنا، وأشد ما يغيظ عدونا”.