الأبعاد الدولية للصراع السعودي الإماراتي يتخطى حدود السيطرة والنفوذ بالمحافظات الجنوبية

12 أكتوبر 2024آخر تحديث :
الأبعاد الدولية للصراع السعودي الإماراتي يتخطى حدود السيطرة والنفوذ بالمحافظات الجنوبية

الجنوب اليمني - خاص

 

لم يعد الصراع السعودي الإماراتي في الجنوب اليمني  ، مقتصراً على خلافات السيطرة والنفوذ بين قطبي التحالف ، لتقاسم الثروات السيادية اليمنية؛ بل أن الصراع قد أخذ بعداً مغايراً، ليتحول مع تفاقم المكابرة داخل دواوين الأمراء، إلى صراع وجودي بين قوتين ما تزالا هواة على المعترك العالمي، تحشد كل طاقاتها وأسلحتها لإلغاء بعضها البعض في حرب شرسة انتقل صداها من على الملعب الإقليمي إلى المسرح الدولي، وما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال ” الأمريكية، عن واقع الصراع المحتدم بين مملكة ال سعود ودويلة الإمارات، بكشفها تصريحات لولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي سبق واكد فيها تعرض بلاده لطعنه في الظهر من قبل دويلة الإمارات، هو مؤشر يؤكد أن الصراع بين وكلاء الولايات المتحدة بات خارجاً عن السيطرة، وأن واشنطن أصبحت مستاءة وقلقه من انعكاس هذا الصراع على المصالح والأطماع الأمريكية في المنطقة وتحديداً في اليمن، حيث تخشى من خسارة القوتين لكل ماهو بحوزتهما من مواقع الثروة في البلاد، إذ أن الإفصاح الأمريكي عن الصراع السعودي الإماراتي اليوم بعد سنوات من الصدام المباشر في كواليس المشهد السياسي والعسكري، يعكس تفاقم الصراع بين قطبي التحالف في اليمن، وهو ما يمكن ملاحظته من خلال تحركات دويلة الامارات في المحافظات الجنوبية ، وما يقابلها من تحركات للسعودية مماثلة ومناهضة في نفس الوقت لتحركات الشريك الإماراتي، والتي وصلت إلى تحشيدات عسكرية متبادلة بين الطرفين، تمهيداً لخوض معركة فاصلة، وفي جولة سريعة لاستعراض أبرز التطورات في خضم صراع الكيانين السعودي الإماراتي على الساحة الجنوبية ، سنجد أن الأوضاع توشك على الانفجار والصدام المباشر، خصوصاً مع توجه مملكة ال سعود لإقصاء نفوذ دويلة الامارات المتمثلة بفصائلها في ميليشيات الإنتقالي الاماراتي ، ميدانياً من خلال إنشاء كانتونات صغيرة في كل محافظة جنوبية، والتحشيد عسكرياً للمجالس والأحلاف، لتثبيت سلطتها كبديلة عن فصائل دويلة الإمارات، ويمكن القول إن الصراع  السعودي الإماراتي هو تأكيد علمي وصريح على تفكك وقرب انتهاء مرحلة التحالف في اليمن، في وقت سيدفع هذا الصراع لجولة جديدة من الصدام قد يكون أشد ضراوة بين الكيانين على الساحة الإقليمية، وهو، أي الصراع، إن كان سيشعل المزيد من الخراب والتوترات في المنطقة، سيعود بتداعيات قاصمة على مستقبل الدولتين والنفوذ الأمريكي الغربي.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق