الجنوب اليمني: خاص
بينما تعيش حضرموت هذه الايام، على وقع احتجاجات شعبية واسعة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية وانقطاع الكهرباء المتكرر، اتخذ محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، موقفاً مثيراً للجدل بتجاهله لهذه الاحتجاجات والظهور الاعلامي وهو يؤدي احدى الرقصات الشعبية.
حيث ببدلاً من التفاعل مع مطالب المواطنين ومعالجة الأزمة، اختار بن ماضي إقامة مهرجان “طلع المطالع” التراثي الشعبي في مدينة سيئون، الأمر الذي أثار غضب الشارع الحضرمي فوق غليانه من تردئ الاوضاع المعيشية والخدمية وانقطاع الكهرباء.
تجاهل الاحتجاجات الشعبية
خرج المواطنون في المكلا ومديريات حضرموت إلى الشوارع منذ امس الاول وحتى اليوم، مطالبين بتحسين الخدمات الأساسية وإيجاد حلول جذرية لأزمة الكهرباء التي باتت تضرب المحافظة بشكل متكرر، بدا أن المحافظ بن ماضي يتعامل مع الوضع بكل برود ولم يُظهر أي نية للاستجابة السريعة لمطالب المتظاهرين أو التحاور معهم، مما فاقم من حدة التوتر في الشارع الحضرمي.
المواطنون يرون في هذا التجاهل تهرباً من المسؤولية وتقصيراً من السلطة المحلية تجاه مشكلات حيوية تؤثر على حياتهم اليومية.
كان من المتوقع أن تكون لدى القيادة المحلية برئاسة المحافظ مبخوت بن ماضي أولوية مطلقة للاحتجاجات التي تركزت على تردي الأوضاع المعيشية، وغياب الخدمات الأساسية مثل الكهرباء، إلا أن تعامل بن ماضي مع الأزمة أثار المزيد من الغضب.
الاحتفال بمهرجان “طلع المطالع” في ظل الأزمة
قرر بن ماضي المضي قدماً في إقامة مهرجان “طلع المطالع” التراثي في مدينة سيئون بينما كانت شوارع مدن ومديريات حضرموت تمتلئ بالمتظاهرين, هذا القرار قوبل بانتقادات واسعة من قبل المواطنين، الذين رأوا في إصرار المحافظ على الاحتفال بالمهرجان تجاهلاً صارخاً لمعاناتهم.
الانتقادات لم تقتصر على إقامة المهرجان فحسب، بل زادت حدة بعد تداول صور وفيديوهات للمحافظ وهو يشارك في الرقصات التراثية الحضرمية خلال المهرجان.
هذا التصرف أثار استياء الكثيرين، حيث اعتبروا أن ظهور المحافظ في وضع احتفالي ورقصه في وقت يعاني فيه الشعب من أزمات كبيرة، هو تصرف غير لائق وغير مسؤول من شخصية بحجم محافظ حضرموت. و وصف العديد من المواطنين والنشطاء وصفوا هذا السلوك بأنه “استفزاز” و”إهانة” لمشاعر المحتجين الذين يطالبون بحقوقهم الأساسية في حياة كريمة.
ردود الفعل العامة
الموقف الذي اتخذه بن ماضي أثار سخرية نشطاء حقوقيين واعلاميين ورواد منصات التواصل الاجتماعي، الذين انتقدوا بشدة هذا التصرف.
واطلق المئات من النشطاء حملات تدين سلوك المحافظ وتطالبه بالتحرك السريع لمعالجة الأزمات بدلاً من الانشغال بالاحتفالات والمهرجانات. بعض التعليقات الساخرة أشارت إلى أن “المحافظ يرقص بينما حضرموت تحترق”، في إشارة إلى التناقض بين الاحتفال الشعبي والأزمة المعيشية التي تعيشها المحافظة.
النشطاء والحقوقيون يرون أن هذا التصرف يعكس حالة من “اللامبالاة” من قبل السلطة المحلية تجاه مشاكل المواطنين. كما أنه يعد دليلاً على عدم وجود نية حقيقية لدى المحافظ مبخوت بن ماضي لتحسين الأوضاع أو العمل بجدية لحل الأزمات المتفاقمة في المحافظة.
خلاصة الوضع في حضرموت
بينما تتزايد حدة الاحتجاجات في المحافظة التي تعد اغنى محافظات اليمن وتتفاقم الأزمات المعيشية والخدمية فيها اكثر من غيرها، اختار محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي الاحتفال الرقص والاحتفال متجاهلاً بشكل صارخ مطالب المواطنين.
هذا التصرف جعل المحافظ في عيون ابناء المحافظة مسختفا بمعاناتهم، وزاد هذا من حدة الانتقادات وعمق الفجوة بين السلطة المحلية والمواطنين.