أطول مدة أسر في تاريخ العالم.. الأسير نائل البرغوثي يدخل عامه الـ45 في سجون الاحتلال

20 نوفمبر 2024آخر تحديث :
أطول مدة أسر في تاريخ العالم.. الأسير نائل البرغوثي يدخل عامه الـ45 في سجون الاحتلال

الجنوب اليمني | متابعات

“هذه فلسطين، فليخرس كل من يحاول التنظير على نضالهم وتحركاتهم”، بهذه العبارة تفاعل النشطاء والإعلاميون والسياسيون بمواقع التواصل العربية، مع دخول الأسير الفلسطيني نائل البرغوثي، الملقب بعميد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، و”أقدم أسير في العالم” حسب موسوعة غينيس عام 2009، عامه الـ45 في الأسر.

دخل البرغوثي في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 عامه الـ45 في سجون الاحتلال، قضى منها 34 عامًا في سجن متواصل، وهي أطول مدة اعتقال في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة في سجون الاحتلال، ورفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه رغم إبرام العديد من صفقات تبادل الأسرى التي تمت في إطار المفاوضات.

ولد نائل صالح عبد الله البرغوثي في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 1957 في قرية كوبر بمحافظة رام الله والبيرة، حيث عاش المراحل الأولى من حياته.

درس المرحلة الابتدائية في قرية كوبر، وانتقل لإكمال دراسته الإعدادية والثانوية في مدرسة الأمير حسن في بيرزيت، وبينما كان يستعد لامتحانات الثانوية العامة اعتقل وشقيقه عمر وابن عمهما فخري البرغوثي في أبريل/نيسان 1978 بتهمة قتل ضابط إسرائيلي شمال رام الله، وحرق مصنع زيوت وتفجير مقهى في القدس، وحكم عليهم جميعًا بالسجن المؤبد.

يُعد البرغوثي قارئًا نهِمًا، وعُرف بين الأسرى بثقافته الواسعة وحبه للتاريخ، ويعتبرونه مرجعًا في محطات النضال الفلسطيني.

تعلم داخل السجن اللغتين العبرية والإنجليزية، وبعد إطلاق سراحه في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011 في صفقة “وفاء الأحرار” بدأ دراسة التاريخ في جامعة القدس المفتوحة، لكن إعادة اعتقاله حرمته من مواصلة مشواره التعليمي.

النضال والمقاومة

عُرف بصلابته منذ الطفولة، وبدأ رحلته مبكرًا في المواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 عندما دخلت قواته الضفة الغربية ووصلت إلى بوابة قرية كوبر وقصفتها، فصعد نائل برفقة أخيه عمر وابن عمه فخري فوق سطح بيتهم حيث جمعوا كومة من الحجارة وبدأوا يُكبّرون ويهتفون.

انخرط في خلية للمقاومة برفقة أخيه عمر وهو بعد في بداية الشباب، واعتقل لأول مرة يوم 18 ديسمبر/كانون الأول 1977، وحُكم عليه بالسجن 3 أشهر، وأُعيد اعتقاله بعد 14 يومًا من الإفراج عنه بتهمة مقاومة الاحتلال برفقة ابن عمه فخري البرغوثي، وصدر في حقهما حكم بالسجن المؤبد و18 عامًا.

بعدما حاول سابقًا الانضمام إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انتمى نائل إلى حركة فتح وآمن بالمقاومة طريقًا لتحرير البلاد، وبعد تعرض الحركة عام 1983 لانشقاق بسبب خروج الثورة الفلسطينية من بيروت ومعاناتها من إشكالات داخلية تحوّل نائل وأخوه عمر إلى فتح الانتفاضة.

عانت عائلته من اعتقال أفرادها ومطاردة الاحتلال لهم، وأُفرج عن والده وأخيه عمر عام 1985 ضمن صفقة تبادل مع الجبهة الشعبية القيادة العامة، لكن الاحتلال رفض إدراج اسمه ضمنها أو ضمن صفقة تبادل أخرى كانت قد تمت في إطار المفاوضات مع الاحتلال في سياق تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1993.

عقب ظهور التيارات الإسلامية في الساحة الفلسطينية ومشاركتها القوية في مقاومة الاحتلال -التي تزامنت مع انطلاق ما سمي مسار التسوية وعملية السلام- انتمى شقيقه عمر إلى حركة حماس، ثم التحق هو أيضًا بحركة حماس وهو معتقل يومها في سجن الجنيد بنابلس عام 1995، وغير نائل البرغوثي انتماءه من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويلقبه الأسرى بـ”أبو النور”.

عانى من مرارة فقد الوالدين وهو في السجن، إذ توفي والده في أكتوبر/تشرين الأول 2004، ثم لحقته والدته في الشهر نفسه من العام التالي دون أن يتمكن من وداعهما.

أُفرج عنه يوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول 2011 ضمن صفقة “وفاء الأحرار” التي تمت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وأُطلق بموجبها سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل إفراج إسرائيل عن أكثر من ألف أسير فلسطيني.

بعد الإفراج عنه تزوج بالأسيرة المحررة إيمان نافع يوم 18 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام نفسه، وبدأ حياته من جديد في قريته كوبر، حيث اشتغل باستصلاح الأرض وزراعتها، لكنه لم يكن حرًا طليقًا بل خضع للإقامة الجبرية في رام الله ومحيطها، حيث كان مطلوبًا بالحضور كل شهرين إلى مركز قيادة جيش الاحتلال في مستوطنة بيت إيل من أجل توقيع “إثبات الوجود”.

ولم تكد تمضي 32 شهرًا عن إطلاق سراحه حتى أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله من جديد يوم 18 يونيو/حزيران 2014 في إطار حملة اعتقالات واسعة استهدفت كثيرًا ممن تم إطلاق سراحهم في صفقة “وفاء الأحرار”.

حُكم عليه بالسجن 30 شهرًا، ورفض الاحتلال الإفراج عنه بعد قضائه مدة محكوميته وأعاد حكمه السابق، أي المؤبد و18 عامًا بدعوى وجود ملف سري.

( المصدر الجزيرة نت)

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق