في حضرموت .. عيد وطني إماراتي يطغى على غياب مظاهر الاحتفال بذكرى 30 نوفمبر اليمنية

2 ديسمبر 2024آخر تحديث :
في حضرموت .. عيد وطني إماراتي يطغى على غياب مظاهر الاحتفال بذكرى 30 نوفمبر اليمنية

الجنوب اليمني: خاص

في مشهد أثار تساؤلات واسعة، شهدت مدينة المكلا ومديريات أخرى في ساحل حضرموت جنوب اليمن، تشييد لوحات عملاقة احتفاءً بالعيد الوطني الإماراتي الـ 53، في وقت غابت الاحتفالات الرسمية بذكرى الثلاثين من نوفمبر، المناسبة الوطنية التي ترمز إلى خروج آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن عام 1967.

هذا التناقض اللافت اطلق شكوك كثيرة بإتجاه الفقاعات السياسية والاجتماعية لمشروع الدولة الجنوبية التي روج لها المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت التي لازالت الاجزاء الساحلية منها تقع تحت سيطرة ميليشات النخبة الحضرمية الموالية للإنتقالي المدعوم من الإمارات, في الوقت الذي بدت تظهر فيه ملامح المخطط الإماراتي الذي ينفذه الانتقالي لإحكام النفوذ الاماراتي على حضرموت ومحافظات جنوبية اخرى لإستمرار نهب الثروات والمقدرات.

اعياد إماراتية على أرض يمنية
شهدت مديريات المكلا والشحر وغيل باوزير نصب لوحات عملاقة تحمل عبارات للإحتفال بالعيد الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة وتهنئة قيادة الدولة بمناسبة عيد الاتحاد الـ 53. وأوضح القائمون على ما يسمى بالحملة الشعبية لشكر الإمارات أن هذه المبادرة تعكس امتنان أبناء حضرموت لما وصفوه بالدور الكبير الذي لعبته الإمارات في المحافظة, وهو ما يطرح تساؤولات كثيرة لدى المواطنين في ساحل حضرموت التي تعاني من تدهور كلي في الخدمات والاوضاع المعيشية, عن هذا الدور الذي تروجه له الإمارات وادواتها في حضرموت اذا كنت اوضاع المحافظة وابناءوها بهذا الصورة المأساوية ؟

غياب مظاهر الإحتفال بذكرى الثلاثين من نوفمبر
تأتي استعدادات حضرموت بالاحتفاء بالعيد الوطني الإماراتي وسط غياب أي مظاهر احتفالية بذكرى الثلاثين من نوفمبر، التي تعد أحد أهم المناسبات الوطنية في اليمن، ورغم انه لا يفصل عنها سوى يومين فقط، فلم تشهد المكلا ومديريات ساحل حضرموت تشييد اي لوحات لإحياء هذه المناسبة مما وقد أثار هذا الغياب انتقادات ناشطين ومواطنين حضارم رأوا في ذلك إهمالاً متعمداً للمناسبات الوطنية اليمنية لصالح تعزيز النفوذ الإماراتي في حضرموت، حيث تمثل 30 نوفمبر ذكرى الاستقلال وإنهاء حقبة الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن وهي لاتقل أهمية عن المناسبات الوطنية اليمنية الأخرى كـ 22 مايو و 26 سبتمبر و 14 اكتوبر.

الدور الإماراتي وسياق السيطرة
المكلا ومديريات ساحل حضرموت تخضع منذ سنوات لسيطرة النخبة الحضرمية، الذراع العسكرية الموالية للإنتقالي المدعوم من الإمارات ضمن مشروعها الساعي لفصل جنوب اليمن عن شماله لضمان الإستحواذ على ثروات اليمن التي تتركز في الجنوب، ويرى مراقبون أن هذه الاحتفالات وما يصاحبها من حملات شعبية تهدف إلى تعزيز النفوذ الإماراتي وترسيخ صورة أبوظبي كفاعل رئيسي في حضرموت الغنية بالثروات النفطية والطبيعية، وهو ما يتماشى مع استراتيجية المشروع الاماراتي لتعزيز حضورها في المواقع الجيوسياسية الحيوية في جنوب اليمن.

انتقادات وتحفظات
الاحتفالات بعيد الاتحاد الإماراتي أثارت استياء شريحة واسعة من اليمنيين في الجنوب والشمال والذين رأوا فيها تجاوزاً للهوية الوطنية اليمنية، خاصة في ظل الظروف التي يعاني منها الشعب اليمني خصوصا في الجنوب جراء الحرب والانقسامات، وأشار منتقدون إلى أن هذه المظاهر تتناقض مع مشاعر الكثير من الجنوبيين الذين يتطلعون إلى تعزيز الانتماء الوطني بدلاً من الاحتفاء برموز لا علاقة لها بالسيادة الوطنية.

بين التبعية والهوية الوطنية
بينما يجد البعض ان الاحتفال بعيد الاتحاد الإماراتي في حضرموت لا يعكس أي عرفان لدور الإمارات مهما حاول اتباعها الترويج له، في ظل واقع يؤكد تدهور الاوضاع في المحافظة وانتشار الفقر بين غالبية أبناءها، ومع ذلك لازالت دعوات المراقبون للمشهد تطالب بوضع حد لهذه التصرفات التي تهدف الى تعميق الانقسامات و إضعاف الهوية الوطنية اليمنية.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق