تحليل سياسي خاص لـ الجنوب اليمني: إجتماع طارئ للشرعية في الرياض.. أمريكا تدفع للحرب البرية والمبعوث الدولي وأوروبا يحاولون منعها..

21 أبريل 2025Last Update :
تحليل سياسي خاص لـ الجنوب اليمني: إجتماع طارئ للشرعية في الرياض.. أمريكا تدفع للحرب البرية والمبعوث الدولي وأوروبا يحاولون منعها..

الجنوب اليمني | تحليل خاص

عشر سنوات عجاف تمثل حصاد السعودية والإمارات وعبثهما باليمن البلد الجار والشقيق.

قصف وتدمير بالطيران والسلاح للجزء الشمالي من اليمن وتفكيك وتمزيق للجزء الجنوبي منه.

عشر سنوات أضعفت الدولة وقوضت المؤسسات وجعلت الشعب يعيش كل المآسي والآلام.

كان العجز في عقد اللقاءات والاجتماعات منحصرا في مجلسي النواب والشورى..
ثم تطور العجز فشمل خلافات عاصفة عطلت عقد اجتماعات مجلس الوزراء .وهيئة التشاور
وأخيرا بلغ العجز والشلل إلى اعلى هرم الشرعية في مجلس القيادة الرئاسي.

العقيدة والعقدة السياسية السعودية تقتضي عدم تعافي اليمن

قال محللون سياسيون  لـ “الجنوب اليمني” إن مشكلة اليمن التاريخية تنبع من العقيدة السياسية التي يحملها النظام السعودي والتي تقضي بجعل اليمن في حالة ضعف دائم واعتبار تعافيه وتطوره خطرا على امن المملكة واستقرارها،

وبحسب هؤلاء المحللين السياسيين : ستبقى اليمن وسط المعناة والتفكيك والتمزيق ولن تصل إلى بر الأمان ما دامت عبارة عن ملف في يد السفير السعودي يفعل فيها ما يشاء ويقود الساسة اليمنيين بأمره وتحولوا إلى مخصيين بلا حس وطني ولا فعل نافع لبلدهم.

تخيل جارا عتيا وجبارا يراقبك على مدار الساعة ويعتقد يقينا ان تطورك خطرا عليه . انت بحاجة إلى قيادة استثنائية أخرى كي تتجاوز هذه المعضلة التاريخية _ بحسب المحللين ،

ما الطبخة القادمة على يد الرياض بعد رحلتها إلى طهران؟!

قالت  مصادر دبلوماسية لـ “الجنوب اليمني” إن قيادة المملكة العربية السعودية استدعت قبل يومين قيادة الشرعية اليمنية ووجهت دعوة عاجلة لكل القوى والأطراف السياسية المنضوية في الحكومة الشرعية، ممثلة بتكتل الأحزاب السياسية الذي أطلق قبل أشهر في عدن، لعقد اجتماع في الرياض بحضور أبرز القيادات العسكرية والأمنية وقيادات مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لنقاش التطورات خلال الأيام الأخيرة والحديث عن الحرب البرية.

إلى ذلك نقلت الصحيفة القطربة “العربي الجديد” والتي لها مركزان في الدوحة ولندن ، عن مصادر إقليمية إن المباحثات السعودية الإيرانية تخللها بحث إمكانية استعادة الهدوء في المنطقة من غزة إلى اليمن، حيث عبّرت طهران عن مخاوفها من توظيف واشنطن قوى قريبة من السعودية لاستئناف الحرب الداخلية في اليمن. وبحسب هذه المصادر، فإن طهران سمعت كلاماً مفاده أن الرياض مع الحل السياسي في اليمن وأنها ليست معنية بأي تصعيد. كما بحث الطرفان إمكانية التوصل إلى اتفاق يميني يمني شامل عبر إطلاق جهود مشتركة لاحقاً.

المبعوث الاممي ودول أوروبية يسعون لمنع حرب برية شاملة تدفع إليها واشنطن بقوة

وبحسب المصادر الدبلوماسية التي تحدثت لـ “الجنوب اليمني” فإن المبعوث الأممي إلى اليمن يقوم بتحركات نشطة في محاولة منه لمنع اندلاع حرب شاملة في اليمن وهذه التوجه تدعمه دول أوروبية ، في ظل إصرار أميركي كبير على سرعة البدء بعملية عسكرية برية، وهو ما تحاول هذه الأطراف تلافيه، والبحث عن صفقة توقف الانزلاق نحو معركة مفتوحة قد تمهد لاندلاع حرب شاملة في اليمن خاصة في ظل التعقيدات التي كرسها الحوثيين في مناطق سيطرتهم في المدن والكثافة البشرية في شمال البلاد وتفاقم الأزمة الإنسانية في تلك المناطق خلال السنوات العشر الماضية. كما يخشى من أن تطال تداعيات أي حرب شاملة في اليمن دولاً في المنطقة.

وبحسب المصادر، فإنه لا يوجد أي تصور موحد بين الأطراف، التي تنشط على خط اتصالات كبح الهجوم البري، للمخرج الذي من الممكن التوصل إليه، لكن الجميع متفق على أن الأمر رهن إبداء الحوثيين رغبة لتجنب اندلاع حرب شاملة في اليمن ومن بين ما يجرى تداوله، طرح يدفع إلى تحول الحوثيين إلى كيان سياسي ويؤدي إلى التخلي عن السلاح بشكل كلي إلى جانب تسليم صنعاء وباقي المحافظات الخاضعة لسيطرتهم وسحب المقاتلين من المدن والجبهات

وبحسب المصادر نفسها، فإن الحوثيين ينتظرون نتائج المباحثات السعودية الإيرانية والرسائل التي قد تصدر عنها في الأيام المقبلة، مشيرة إلى أن الرياض تعارض عملية عسكرية برية. وقالت: “يسعى السعوديون إلى نزع فتيل الانفجار العسكري في اليمن والمنطقة ككل، خصوصاً بعد تصاعد الأزمة وزيادة التوتر العسكري بين إيران وأميركا وإسرائيل واحتمال اندلاع حرب في أي لحظة”،مشيرة إلى أن السعوديين يفضلون الخيارات السياسية حتى لا تتضرر المنطقة برمتها، خصوصاً بعد تصاعد الأزمة وزيادة التوتر العسكري بين إيران وأميركا وإسرائيل واحتمال إمكانية اندلاع حرب في أي لحظة، لا سيما مع سحب إيران قواتها بالقرب من المياه البحرية لليمن والقرن الأفريقي. مع العلم أن وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان زار طهران، الخميس الماضي، على رأس وفد عسكري رفيع المستوى، حيث التقى المرشد الإيراني علي خامنئي وسلمه رسالة من ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز، وفق الإعلام الإيراني. وكان بن سلمان قد التقى أيضاً رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري. وجاءت الزيارة في وقت كانت طهران حذرت من أنها سترد بحزم على أي دولة تفتح مجالها الجوي أو أراضيها لهجمات إسرائيلية على إيران. ولم يصدر أي تصريح عن مسؤولين سعوديين أو إيرانيين يشير إلى أن الملف اليمني كان حاضراً في المباحثات، لكن مصادر إقليمية مواكبة للزيارة قالت، لـ”الجنوب اليمني”، إن وجود السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر ضمن الوفد يعني ان الملف اليمني حاضر وبقوة في المباحثات السعودية الإيرانية كما تخلل المباحثات أيضا بحث إمكانية استعادة الهدوء في المنطقة من غزة إلى اليمن، حيث عبّرت طهران عن مخاوفها من توظيف واشنطن قوى قريبة من السعودية لاستئناف الحرب الداخلية في اليمن. وبحسب هذه المصادر، فإن طهران سمعت كلاماً مفاده أن الرياض مع الحل السياسي في اليمن وأنها ليست معنية بأي تصعيد. كما بحث الطرفان إمكانية التوصل إلى اتفاق يميني يمني شامل عبر إطلاق جهود مشتركة لاحقاً.

أجندة الحرب البرية تخدم الأمريكان والإمارات

يتخوف الشارع اليمني في مناطق الشرعية من هذه اللقاءات التي تنظمها الرياض للقيادة اليمنية خصوصا وانها تأتي عقب زيارة وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان برفقة سفير السعودية في اليمن محمد آل جابر،
ومصدر هذا الخوف هو حصاد الرياض في هندسة منظومة الشرعية اليمنية خلال السنوات العشر الأخير والقرارات التي تصدر وادت نتائجها إلى تفكيك مؤسسات الشرعية وشرعنة الميليشيات وإضعاف العملة الوطنية وتردي الأحوال المعيشية للناس.

ويجمع المتابعون للشأن اليمني انه حتى لو ذهب الامريكان والتحالف نحو السيطرة على الحديدة فإنما هي أجندة دولة الإمارات العربية المتحدة في الإستحواذ على المناطق الساحلية والموانئ كما حصل قبل في عدن وشبوة وسقطرى وميون وغيرها.

ورغم كل ذلك يبقى اليمن عالقا بين الحرب والسلام ،بين المعاناة المعيشية وعدم الإستقرار وكذا التجاذب الإقليمي والدولي الذي زاد من معاناته وعمق جراحه.