الجنوب اليمني | خاص
كشفت مصادر مطلعة عن كواليس مهمة وتفاصيل مثيرة من داخل الإجتماع العاصف الذي عقده مجلس القيادة الرئاسي أمس في الرياض وقضى بالتوافق على الإطاحة بـ “أحمد عوض بن مبارك” من رئاسة الحكومة وترشيح وزير المالية الحالي “سالم بن بريك” خلفاً له وفق تفاهمات وصفقات تقاسمها أعضاء المجلس.
وتقول المصادر ان اجتماع المجلس الذي انعقد بعد مخاض وخلافات عطلته لأشهر هو ثاني اجتماع خلال العام الجاري قد شهد تجاذبات حادة وطرح مشاريع قرارات متباينة واشتراطات تقدم بها اعضاء المجلس بينها مكاسب سياسية وتعيينات مستقبلية.
اللافت والغير متوقع هو ما جاء به “ابوزرعة المحرمي” الذي شارك في الإجتماع عبر التصوير المرئي عندما قدم نفسه مرشحاً بديلاً عن “احمد بن مبارك” وكان قد استبق الجلسة بوقت قصير في التواصل مع عدد من الأعضاء لدعم ترشحه.
وأمام إصرار ابو زرعة على طرح اسمه للتصويت رغم محاولات “رشاد العليمي” اقناعه بالعدول عن ذلك دون جدوى مما اضطر رشاد إلى مغادرة قاعة الإجتماعات لدقائق والإتصال بـ “عيدروس الزبيدي” للإستعانة به في تغيير قرار المحرمي
وحينها كرر عيدروس الزبيدي تذكير “رشاد العليمي” بشروطه مقابل ان يسحب المحرمي ترشحه ويتم دعم تصويت قرار المجلس في الإطاحة بـ “احمد بن مبارك” وذلك بالإتفاق على تعيين 6 نواب وزراء من الإنتقالي وكذا الإبقاء على “عبدالسلام حميد” وزيرا للنقل.
“عبدالسلام حميد” هو (قارون) عيدروس الزبيدي وصاحب كنوزه وحافظ اسراره والظهر الذي يستند عليه على طول الطريق وبالتالي يكافح الزبيدي بكل اوراقه لحماية حميد وجعله في الواجهة وعينه وطريقه في المنافذ والممرات جواً وبراً وبحراً.
وتضيف المصادر ان الدكتور “عبدالله العليمي” تحدث في الإجتماع بلغة حادة مشيرا إلى ان وضع مجلس القيادة الرئاسي بهذا الحال من الشلل وتعطيل اجتماعاته لاشهر و تفرد رئيس المجلس بالقرارات وتهميش باقي الأعضاء سيؤدي بالأخير إلى إلغاء تفويض الرئيس هادي بعد حل مجلس القيادة وهذا ما طرحه الاشقاء كخيار بديل للحفاظ على بنية الشرعية وعدم السماح بانهيارها.
وعلى وقع تهديدات “عبدالله العليمي” احتد “رشاد العليمي” ورفع صوته بالقول: انا الرئيس هنا وليس “عبدالله العليمي”..!
وبعد طرح المداولات وحسم بعض التباينات تم طرح مسألة تغيير رئيس الحكومة والإسم المرشح كبديل حيث صوت 6 اعضاء مع القرار باستثناء ابو “زرعة المحرمي” الذي كان طامحاً للمنصب و “عيدروس الزبيدي” الذي كان متغيباً عن الإجتماع بعذر كما اعلن ذلك في الخبر الرسمي الصادر في وكالة سبأ الرسمية.
وكان “سلطان العرادة” وطارق صالح قد اشترطا ان لا تكون هناك تدخلات من قبل رئيس الحكومة الجديد في مأرب والمخاء دون تنسيق وتفاهم.
في حين طرح فرج البحسني رغبته في استعادة موقعه محافظاً لحضرموت خلفاً لبن ماضي وربما كان هذا وعداً قد تلقاه من المملكة بدعم هذا القرار جراء موقفه المقبول مؤخرا في حضرموت عندما رفض مصادمة أنشطة حلف قبائل حضرموت وقبيلته الحموم المنضوية في الحلف وقاطع ايضاً أنشطة المجلس الإنتقالي التي قادها “احمد سعيد بن بريك”.
قضى احمد عوض بن مبارك في منصبة سنة وثلاثة اشهر فقط منذ تعيينه في 5 فبراير 2024م.
وكان آخر اجتماع استثنائي عقد للحكومة برئاسة بن مبارك في ديسمبر العام الماضي، وخلال 6 اشهر ظلت الإجتماعات معطلة وتفاقمت الخدمات بعد خلافات واسعة نشبت بين رئيس الحكومة من جهة وأعضاء في مجلس القيادة الرئاسي بينهم رشاد العليمي.
كما وقّع 16وزيراً بقيادة وزير الرياضة “نائف البكري” على عريضة تطالب بإقالته من رئاسة الحكومة وذلك في شهر فبراير الماضي لكن تدخلات من المملكة العربية السعودية والدول الراعية للعملية السياسية في اليمن عارضت ذلك.
ورغم إعطاء بن مبارك وقتاً إضافياً لكنه خلال الاشهر الثلاثة الماضية لم يستطع عمل شيء نتيجة اتفاق كتل سياسية أهمها الإنتقالي وحزب المؤتمر وآخرين عبر وزرائهم قاطعوا الإجتماعات الدورية للمجلس.
ويرجع مراقبون سبب خلافات رئيس الوزراء احمد عوض بن مبارك مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وآخرين إلى قيامه بكشف تقارير فساد وصرفيات مالية مهولة تورط بها خصومه وقدّرت بالمليارات.
كما يرى مراقبون ان ترشيح وزير المالية الحالي “سالم بن بريك” لرئاسة الحكومة له هدفان:
_الاول مراضاة حضرموت المحافظة الاكبر والاغنى في اليمن والتي تشهد تجاذبات واحتجاجات كثيرة وينتمي إليها سالم بن بريك..
_والامر الثاني هدفه غسيل فساد المرحلة التي مضت..
تعيين بن بريك رئيساً للحكومة جاء بسبب معرفته بتفاصيل الانفاق العبثي ولهذا لم يستطيعوا إزاحته ، فكان أفضل طريقة لإبعاده عن الوزارة ترقيته إلى رئيس حكومة..!
وكما في المثل الشعبي اليمني (ديمة وقلبنا بابها) حسب تعبير نشطاء في وسائل التواصل الإجتماعي.
