الجنوب اليمني | خاص
في أول حوار صحفي له منذ إعلان تأسيس “تيار التغيير والتحرير” ، خصّ الأستاذ “رياض النهدي” رئيس التيار موقع “الجنوب اليمني” بحوار صحفي شامل، تناول فيه أبرز ملامح المشروع السياسي الذي يتبناه التيار، وموقفه من تطورات المشهد اليمني الراهن، فضلًا عن رؤيته لمسار الحل السياسي وسبل الخروج من الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ سنوات.
وفي هذا اللقاء كشف النهدي عن الأهداف التي يسعى التيار لتحقيقها، ومدى انفتاحه على الحوار والتفاهم مع مختلف القوى الوطنية، مشددًا على ضرورة بناء مشروع وطني جامع يعيد لليمنيين ثقتهم بالدولة ومؤسساتها، ويضع حداً للحرب والانقسام والفوضى.
إليكم نص الحوار:
1_ما هو تيار التغيير والتحرير؟
تيار التغيير والتحرير هو مشروع وطني جامع، جاء نتيجةً لمعاناة الشعب اليمني التي لا تطاق، ويمثل صرخة رفض لكل أشكال التبعية والانقسام والتهميش، وهدفه المساهمة في اعادة إصلاح مؤسسات الدولة على أسس الكفاءة والنزاهة، ومحاربة الفوضى والفساد، وحماية حقوق الشعب وحرياته.
تيار التغيير والتحرير ينشد دولة تقوم على العدالة، وتكفل الحقوق، وتعيد توزيع السلطة والثروة على قاعدة الشراكة والندية.
2_ ما التغيير الذي ينشده التيار؟ وأي تحرير تقصدون؟
نحن لا ندعو إلى تغيير شكلي أو تبادل مواقع، بل إلى تغيير جوهري ملموس في واقع الشعب، ليكون الشعب هو المستفيد من القرار لا ضحيته.
أما “التحرير”، فنقصد به تحرير الإرادة الوطنية من التبعية، وتحرير الإنسان اليمني من القيود التي فرضت عليه وتحرير الفكر من التشوهات التي طرأت على الساحة اليمنية ، وتحرير الإدارة العامة من الفساد والمصالح الضيقة، وقس على ذلك …
نريد وطناً لا يدار من الخارج، ولا ينهب من الداخل.
3_ لماذا اخترتم حضرموت لإشهار التيار و ليس عدن. هل الأمر ناتج عن الوضع الامني فقط؟
اختيار حضرموت لم يكن هروباً من عدن، فعدن هي عاصمة مؤقتة للشعب، وليست لمكون محدد او لشريحة محددة من الشعب، ولكنها بحسب التقارير الأممية تشهد تدني كبير في مستوى الحريات بسبب سلطة الأمر الواقع هناك، ونحن نؤمن أن المشروع الوطني لا تحكمه الجغرافيا، وإنما المناخ السياسي المناسب والرسائل الرمزية المطلوبة.
حضرموت حالياً تمثل مركز توازن نسبي، ومهد للنهضة المدنية، كما أنها أرض قبائلنا وحاضنتنا القبلية، وسنتحرك في قابل الأيام للالتقاء مع حاضنتنا الشعبية في بقية المحافظات ان شاء الله.
4_ ما موقفكم من الشرعية المعترف بها دولياً؟
نحن في تيار التغيير والتحرير نعترف بالشرعية الدولية من حيث المبدأ، وندعو إلى إصلاحها من الداخل واستعادة دورها الحقيقي في بناء مؤسسات الدولة وخدمة المواطن.
ومشروعنا السياسي جاء استجابةً لحالة العجز والانفصال عن الواقع التي وصلت إليها هذه الشرعية في مختلف المجالات، ونحترم أي شرعية تستمد وجودها من إرادة الشعب وتعبّر عن تطلعاته، لكن الواقع يؤكد أن الشرعية القائمة فقدت اتصالها بالناس، وأصبحت رهينة لمصالح خارجية وأجندات فاسدة، ما جعلها جزءاً من الأزمة بدل أن تكون جزءاً من الحل.
ونحن لا نسعى إلى الصدام مع أحد، ولكننا نُصر على أن الوقت قد حان لتلك الشرعية أن تنصت لصوت الشعب وتعود إليه، فمصدر الشرعية الحقيقي ليس التوافقات الخارجية بل الثقة الشعبية والمشروعية الوطنية.
5_ ما الذي يميز تياركم في ظل تزاحم المشاريع السياسية؟
ما نطرحه ليس مجرد كيان سياسي، بل مشروع وطني يسعى لتوحيد الجهود الوطنية الصادقة، ويخرج الناس من عباءة الوصاية الخارجية، ودوامة المليشيات، وفشل التوافقات الميتة.
نتميز بأننا لا نحمل سلاحاً، ولا ننتظر دعماً خارجياً، بل نؤمن بقوة الجماهير والوعي، ونطرح برنامجاً عملياً يبدأ من الخدمات والتنمية، ولا يتوقف عند الشعارات.
6_ كيف تقرأ المشهد السياسي في حضرموت والجنوب واليمن عموماً؟
حضرموت اليوم على مفترق طرق، وتعيش حالة من التململ الشعبي بحثاً عن كيان يعبّر عنها بصدق.
الجنوب عموماً يعيش تجاذباً بين مشاريع متصارعة ومفتتة. أما اليمن ككل، فهو غارق في معركة التجاذبات او المصالحات الخارجية، ومعركة التمثيل الشرعي للشعب اليمني.
لكن هناك بوادر يقظة ورفض شعبي متصاعد، وهذا ما نراهن عليه
7_ ما هي رؤيتكم لخارطة الحل في اليمن؟
نحن نؤمن بضرورة إعادة صياغة العقد الوطني، على أساس دولة اتحادية عادلة تحفظ وحدة الأرض وتكفل خصوصية المكونات.
نرفض الانفصال القسري، كما نرفض المركزية المميتة.
الحل لا يفرض بالقوة، بل يبنى بالتوافق والعدالة والمواطنة المتساوية.
8_ أين كان “رياض النهدي” في السنوات الماضية؟
بعد ان تركت تنظيم القاعدة اتجهت للبحث والتأهيل العلمي، وكذلك دعمت كثير من الشباب في هذا المجال، وكنتُ وما زلت في ميادين الناس.
عملت في المجال المدني، وساهمت في جهود الإصلاح بين الناس وفض الخصومات والنزاعات، وجلست مع اغلب المكونات وسمعت منهم، وزرت الكثير من النخب السياسية وتناقشت معهم، وواكبت التحولات السياسية دون أن أكون جزءاً من فسادها.
اخترت أن أكون قريباً من المواطن، لا من أصحاب الامتيازات.
9_ هل انحيازكم للناس ثابت؟
نعم، وبكل وضوح، نحن تيار الشعب لا تيار النخبة.
ما قمنا به مؤخراً من مواكبة واصطفاف مع الفعاليات السلمية في عدن، وإدانة واستنكار لما يتعرضون له من حالة القمع والترهيب هو امتداد لموقف مبدئي، وهو اننا مع المواطن في كل محافظة، في كل مطالبه المشروعة، في كل مظلوميته.
حقوق الناس ليست ورقة تفاوض، بل جوهر رسالتنا.
10_ كيف ترى مستقبل اليمن؟ وما هو موقع الحوثيين فيه؟
اليمن أمام خيارين: إما الانعتاق عبر مشروع وطني جامع، أو الاستمرار في مسلسل التفتت.
أما الحوثيون، فهم أمر واقع اليوم، والدول العظمى والشقيقة تلتقي بهم وتحاورهم، ونحن كيمنيين في النهاية سنلتقي على طاولة حوار وسننهي حالة الانقسام والفوضى، ومن ثم على الباغي تدور الدوائر.
لا مكان في المستقبل لمليشيا تفرض نفسها بالقوة.
كلمة أخيرة توجهها للشارع اليمني عبر “موقع الجنوب اليمني”
أيها الشعب العظيم.. لا تسلّموا أمركم لأحد، لا تنتظروا من يُنقذكم من فوق، فأنتم القادرون على إعادة بناء بلدكم من تحت الرماد، بالتكاتف وتحمل المسؤولية الجماعية.
كونوا أنتم “تيار التغيير والتحرير”، فصوتكم هو الشرعية الحقيقية، ووعيكم هو الضمانة الوحيدة.
نحن معكم لا عليكم..