الجنوب اليمني | خاص
توفي الناشط الجنوبي “أنيس الجردمي” صباح اليوم في مستشفى العربي الحديث بمدينة عدن، بعد احتجازه لشهرين في أحد السجون السرية التي تديرها قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي المدعومة إماراتياً.
وتشير مصادر طبية وحقوقية إلى تعرض الجردمي لتعذيب شديد أدى إلى وفاته، في واقعة أثارت صدمة واستياءً واسعاً على المستوى المحلي..
وكان الجردمي رئيس مجلس اتحاد الجنوب العربي قد اعتُقل من منزله في عدن يوم 1 أبريل 2025 دون أمر قضائي معروف، ونُقل إلى أحد أماكن الاحتجاز غير الرسمية.
وتفيد شهادات متداولة بأن الجردمي تعرّض لصنوف متعددة من التعذيب، منها الضرب المبرح، الصعق بالكهرباء، والحرمان من الطعام والماء، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى بحالة حرجة مطلع يونيو الجاري.
مصدر طبي مطّلع في مستشفى العربي الحديث، فضّل عدم الكشف عن اسمه، أكد لـ”الجنوب اليمني” أن الجردمي وصل إلى المستشفى في حالة فقدان كامل للوعي، مصاباً بجروح بالغة، وبدت عليه علامات تعذيب جسدي قاسٍ ، ورغم محاولات الطواقم الطبية إنقاذه، توفي صباح اليوم الاثنين، متأثراً بإصاباته.
وتحدثت منصات حقوقية وتقارير إعلامية مستقلة عن تعرّض الجردمي لانتهاك جسيم خلال احتجازه، زُعم فيه أنه تعرّض لعملية تشويه جسدي متعمد و”قطع عضوه الذكري” أثناء فترة التعذيب، فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من الجهات المعنية في عدن حتى وقت كتابة هذا التقرير.
وطالب حقوقيون وناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بفتح تحقيق مستقل وعاجل، وضمان مساءلة المسؤولين عن هذه الحادثة، التي وصفت بأنها “جريمة قتل تحت التعذيب”، وسط مطالبات متزايدة بوقف عمل السجون السرية في جنوب اليمن.
وكان “أنيس الجردمي” أحد أبرز الشخصيات الداعمة لمشروع “استعادة دولة الجنوب”، عرف بتوجهاته القومية ودعمه للمجلس الإنتقالي في بداياته، لكنه في السنوات الأخيرة أصبح من أبرز المنتقدين لسياسات المجلس، محذراً من “تحوّل الحراك الجنوبي إلى أداة لأجندات خارجية لا تخدم تطلعات الجنوبيين”.
الحادثة أعادت إلى السطح ملف السجون غير القانونية والانتهاكات الممنهجة في المحافظات الجنوبية، والتي كانت موضوع تقارير حقوقية سابقة تتهم القوات المدعومة إماراتياً بممارسة التعذيب والاعتقال خارج نطاق القانون.