الجنوب اليمني | خاص
عقد عدد من أبناء قبيلة الجردمي الكلدي، وشخصيات قبلية واجتماعية بارزة، اليوم الثلاثاء، لقاءً تشاورياً موسعاً في العاصمة المؤقتة عدن، للتباحث حول ملابسات وفاة الناشط الجنوبي ورئيس مجلس اتحاد الجنوب العربي، الشيخ أنيس الجردمي.
وتوفي الجردمي في أحد مستشفيات مدينة عدن، بعد نحو شهرين من احتجازه في سجن سري تابع لقوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً، وسط اتهامات بتعرضه لتعذيب شديد أفضى إلى وفاته.
وخلال اللقاء، الذي شهد حضوراً واسعاً، عبّر المشاركون عن استنكارهم الشديد لما وصفوه بـ”التعسف والظلم” الذي تعرض له الشيخ الجردمي، الذي اعتُقل من منزله مطلع أبريل الماضي دون أمر قضائي.
وطالبوا السلطات المختصة بفتح تحقيق فوري، شفاف ونزيه لكشف كافة ملابسات الاحتجاز وأسباب الوفاة، ومحاسبة جميع المتورطين في هذه الحادثة التي وصفت بـ”جريمة قتل تحت التعذيب”.
وأكد البيان الختامي للقاء أن ما تعرض له الجردمي، والذي تحدثت مصادر حقوقية عن تعرضه لانتهاكات جسيمة شملت الضرب والحرمان، يمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والإجراءات القانونية.
ودعا البيان الجهات القضائية والأمنية إلى تحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه الواقعة، مشدداً على أهمية الحفاظ على السلم الاجتماعي، مع المطالبة بموقف رسمي واضح من السلطات بشأن ظروف احتجاز ووفاة الجردمي، الذي كان يُعرف بانتقاداته لسياسات المجلس الانتقالي في الآونة الأخيرة.
من جهتها، قدمت قيادة قوات الحزام الأمني تعازيها في وفاة الجردمي، وطالبت النيابة العامة بفتح تحقيق وتشريح الجثة لكشف ملابسات الوفاة، مؤكدة التزامها بقبول نتائج التحقيق.
وتأتي هذه التحركات في ظل تنامي المطالب الشعبية والقبلية بوضع حدّ للتجاوزات والانتهاكات داخل مراكز الاحتجاز، في المحافظات الجنوبية وضمان تطبيق العدالة دون انتقائية أو تسييس.