الجنوب اليمني | خاص
في حادثة ملفتة تظاهر المئات من أبناء منطقة السعدي بيافع بمحافظة لحج ضد مركز للسلفيين المدعومين من المملكة العربية السعودية كان يتم بناءه في منطقة السعدي كمركز ديني يتم استقطاب إليه الآلاف من الطلاب من مختلف مناطق يافع والمحافظات الجنوبية ووسط اليمن يتبع الشيخ السلفي “يحيى الحجوري”.
وطالب المتظاهرون الذي شاركهم في الفعالية قيادات من السلطات المحلية بالمديرية بإيقاف البناء ورفض إقامة مثل هذه المراكز في مناطقهم..
🔵التمويل واحد والتقسيم ممنهج
وتنقسم الحركة السلفية في اليمن بصورة عامة إلى ثلاثة أقسام رئيسية، على رأسها تلك التي تعد امتداداً لفكر المؤسس “مقبل بن هادي الوادعي” في ثمانينات القرن الماضي..
وهي الحركة السلفية التقليدية التي توصف بالعلمية أحياناً، وبالماضوية أحياناً أخرى، وما تفرع عنها مثل مركز معبر بمحافظة ذمار التابع لـ “محمد الإمام” ، ومركز “أبي الحسن السليماني المصري” في مأرب، ومركز “عبدالرحمن مرعي” بالفيوش في لحج ومراكز عدة مدعومة بشكل سخي من الرياض في أغلب المحافظات وبعضها تتبع “هاني بن بريك” الرجل المستخدم من الإمارات في الكثير من الأعمال القذرة في جنوب اليمن..
هذه المراكز السلفية التي وصلت الى 50 مركزاً في عدن ولحج وابين والضالع وشبوة وحضرموت والمهرة وتعز ومأرب رغم أن الداعم لها واحد ، لكن وبقصد أريد لها أن تبقى مفككة وبينها صراع فقهي ومنهجي كبير وتبادل اتهامات..
🔵سؤال: ما حاجة السعودية والإمارات لمثل هذا الجماعات؟
يرى مراقبون ان منهج الرياض وأبوظبي التفكيكي في اليمن يستخدم هذه الجماعات القتالية كوقود حرب وتنفيذ اجندات سياسية متعددة..
هذه الجماعات التي تقاد بخطاب ديني لولي أمرها المقدس في الرياض وأبوظبي لا تؤمن بالوطن اليمن ولا تحمل أجندته المحلية وأهدافه الوطنية مطلقاً..
هذه الجماعات من السهل تحريكها بخطاب ديني دون اعتراض منها نتيجة غياب وعيها السياسي ولهذا تجد فيها السعودية والإمارات مطية لتحقيق ما تريد ، وتقدم لها الدعم المالي السخي وتشيّد المراكز الكبرى في طول وعرض المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية..
🔵ميليشيات سلفية يمنية تعتقد ان ولي امرها في الرياض وأبوظبي
لقد اعتمدت السعودية والإمارات على السلفيين من كل الأطياف لصناعة ميليشيات وجيوش يمنية طيّعة تعتقد أن ولي أمرها في الرياض وأبوظبي تنفذ ما يريد دون أي إعتبار لانتمائها الوطني اليمني ومصالح البلد القومية ، ومن ذلك قوات الحزام الامني وقوات العمالقة التي شكلتها الإمارات كان السلفيون القوة الغالبية فيها وكذا قوات درع الوطن التي شكلتها السعودية هي في الأصل سلفية وغيرها..
قيادات عسكرية وأمنية سلفية نافذة صفرية في السياسة والإنتماء الوطني ومنقادة بشكل كلي لولي نعمتها خارج الحدود ماذا يمكن ان ننتظر منها غير تنفيذ مشاريع ومصالح الخارج على حساب الوطن.
وفوق ذلك فإن هذه الجماعات السلفية هي خميرة لنشوء السلفية المقاتلة أو الجهادية، وتمثلها “القاعدة”، وهي التي تبلورت في ما بعد وأعلنت عن نفسها مع نظيرتها في السعودية مطلع شهر يناير 2008 باسم “تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” ، وهي سلفية المعتقد والمصدر ومنهج الاستدلال، وإن نزعت نحو التأويل الجامح والمتعسف للنصوص لتنسجم مع عقيدتها القتالية.
🔵الضالع.. ليست معقلاً للإنتقالي بل للسلفيين
مدينة الضالع التي يفترض أنها معقل المجلس الإنتقالي هي في الحقيقة معقل سلفي مسلح بقيادة “رشاد الشرعبي” من مركزه العملاق التي يسيطر على مدخل مديريتي جحاف والازارق ويهيمن على مدينة الضالع من جهتها الغربية وإلى جانب آلاف الطلبة والمقاتلين في المركز يحوي اسلحة خفيفة ومتوسطة كثيرة ويشارك في القتال بالجبهات بل ويمد اذرعه إلى مناطق خارج الضالع في لحج وتعز من خلاف فتح الفروع ودعمها..
هناك فريق سلفي آخر ومركز لهم مناوئ الأول في الضالع ويتبع مركز الفيوش في لحج وهذا المركز بقيادة “ياسين التهامي” وإن كان يظم قطاع كبير من الطلاب لكنه أقل تسليحاً من مركز رشاد التابع لـ “يحيى الحجوري”.