الجنوب اليمني | خاص
أطلق أهالي مدينة الحوطة بمحافظة لحج نداء استغاثة عاجلاً لإنقاذ جامع الحوطة الكبير التاريخيو، الذي يتعرض لخطر الانهيار بعد أن ظهرت تشققات واسعة في جدرانه وأعمدته وسقفه جراء الأمطار الأخيرة ، وسط غياب تام للسلطات المعنية.
وأوضح الأهالي أن الجامع الذي يتجاوز عمره 150 عاماً ، يمثل أحد أبرز المعالم الإسلامية في المحافظة ، وكان منارة دينية وعلمية خرّج آلاف الحفاظ والدعاة غير أن حاله اليوم ينذر بكارثة حقيقية قد تؤدي إلى اندثاره وفقدان قيمته التاريخية والدينية.
وأشار السكان إلى أن الجامع يواجه تهديداً إضافياً بعد انهيار جدران البئر وتسرب المياه إلى داخله ، ما تسبب بهبوط في أرضيته ، مؤكدين أن الوضع لم يعد يحتمل الانتظار ، وأن التدخل العاجل بات ضرورة لإنقاذ هذا المعلم قبل فوات الأوان.
ورغم أن الأهالي وجهوا مناشداتهم إلى وزارتي الأوقاف والثقافة وهيئة الآثار ، وإلى محافظ المحافظة ، إلا أنهم شددوا على أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المجلس الانتقالي الجنوبي ، الذي يسيطر على المحافظة منذ سنوات ، لكنه لم يقدم أي حلول أو معالجات لحماية التراث الديني والمعماري في لحج.
يرى مراقبون أن انشغال الانتقالي بصراعات النفوذ والجبايات على حساب قضايا الناس جعل بيوت الله في لحج وغيرها عرضة للإهمال والتصدع ، ما يكشف حجم الفجوة بين الشعارات الدينية التي يرفعها وبين الواقع المؤلم الذي يعيشه الأهالي.
وطالب سكان محليون بضرورة تحرك عاجل من المنظمات والجمعيات الإنسانية والثقافية لإنقاذ الجامع ، محذرين من أن مصيره قد لا يختلف عن كثير من المشاريع التراثية التي اندثرت في ظل غياب المسؤولية ، مؤكدين أن “تعمير بيوت الله واجب ديني وإنساني قبل أن يكون مسؤولية رسمية”.