الجنوب اليمني | خاص
ارتفعت حصيلة الوفيات الناجمة عن أخطاء طبية في المستشفيات الحكومية بحضرموت إلى أرقام قياسية، حيث وصلت نسبة أعداد الوفيات من الرجال والأطفال والنساء خصوصا الحوامل إلى أرقام غير مسبوقة.
وفيات متزايدة
في مستشفى الريدة الشرقية بمديرية الريدة وقصيعر شرق حضرموت، سجلت قبل عام أكثر من 6 وفيات من النساء الحوامل بعد الولادة في أوقات متقاربة، دون أن يعلم أحدا ما هو سبب الوفاة الحقيقي.
ورغم الحوادث المتكررة لوفاة النساء بعد الولادة بالمستشفى، إلا أن إدارة الصحة بالمديرية والمحافظة رفضت فتح تحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة، مما يظهر عدم اهتمامهم بحياة الناس.
كما سجلت بنفس المستشفى أعداد من وفيات الأطفال بعضهم فوق 4 سنوات، رغم أنهم قبل زيارة المستشفى كانوا بصحة جيدة، ولم يكونوا يعانوا من أعراض خطيرة.
هناك وقائع كثيرة تظهر ارتفاع نسبة الوفيات في مستشفى الريدة الشرقية ربما بسبب أدوية منتهية، أو أخطاء طبية، خاصة وأن جل الموظفين في المستشفى ليست لديهم خبرة كافية، فقد تم توظيفهم بناء على القرابة والوساطة والمحسوبية كما تقول مصادر داخل المستشفى.
وتضيف تلك المصادر ” للجنوب اليمني” أن “مدير المستشفى الحالي استبعد عدد من أصحاب الكفاءات ووظف بدلا عنهم عدد من البنات ليس لخبرتهن بل لجمالهن، ورغم غيابهن وعدم مبالاتهن بالعمل إلا أن المدير يغض الطرف عن تقصيرهن”.
مصادر أخرى داخل مستشفى الريدة الشرقية تحدثت لنا عن بعض تلك الوقائع المؤلمة فقالت” وصل قبل أشهر شاب مريض بحمى فيروسية ولم تكن حالته خطيرة، فأعطوه حقنة وبعض الأدوية، فلما غادر المستشفى تقيأ دم، وأعادوه بسرعة لكنه قد فارق الحياة”.
وتتحدث تلك المصادر للجنوب اليمني عن واقعة لطفل يبلغ من العمر عامين، وصل إلى المستشفى وكان يعاني من ضيق تنفس، فتركوه ممدا على السرير لفترة، ثم بدأوا بإسعافه لكنهم تأخروا في تغذيته بالأكسجين فمات على الفور.
وتشير إلى أن هناك حالة من عدم الأهتمام بالمريض داخل المستشفى، حيث لا يتم إسعافه بسرعة بل يترك لأكثر من ساعة أحيانا دون معاينته مما يسبب تدهور في حالته الصحية.
وتضيف المصادر” إدارة المستشفى تأخذ كميات الديزل المخصص لمولد المستشفى وتقوم ببيع بعضه، وبعضه تهديه لمسؤولين وشخصيات مقربة من مدير المستشفى، كما أن الإدارة حذفت أسماء كفاءات من كشوفات الدعم الدولي الذي يقدمه البنك الدولي، واسبتدلتهم بأسماء موظفين جدد وعاملات مقربات من المدير لم يمض على توظيفهن بضعة أشهر”.
ويحدث هذا الفساد في ظل غياب أي رقابة أو محاسبة من مكتب الصحة بالمحافظة الذي تشير مصادرنا إلى وجود علاقة وثيقة بينه وبين مدير مستشفى الريدة الشرقية.
أدوية منتهية ومخالفات طبية
في 6 أكتوبر2024م، أعلن مدير إدارة الإصحاح البيئي بساحل حضرموت “أنور قاسم الموسطي” عن ضبط مخالفات عديدة للاشتراطات الصحية والنظافة في مستشفى ابن سيناء الحكومي بالمكلا خلال حملة تفتيش قام بها برفقة مسؤولين محليين.
ومن تلك المخالفات المضبوطة وجود أدوات طبية منتهية الصلاحية داخل أقسام التعقيم والطوارئ وقسمي مغسلة الملابس ومطبخ المستشفى.
وكشفت حملة التفتيش عن استخدام قفازات وخيوط عمليات ومعقم جروح ومحاليل فحص في طوارئ العمليات الصغرى منتهية الصلاحية.
وتم تسليم كافة المضبوطات إلى إدارة المستشفى المختصة بالرقابة الداخلية للمستشفى، بعد تحرير محاضر رسمية والتوقيع عليها من الطرفين.
مصادر محلية في حضرموت قالت للجنوب اليمني بأن مستشفى ابن سيناء يعد الأسواء من حيث عدد الوفيات الناجمة عن الأخطاء الطبية، والخدمات السيئة الرديئة التي تقدم للمرضى.
فالمستشفى يفتقر لأبسط الخدمات التي ينبغي أن توفرها المستشفيات الحكومية، إضافة إلى تكاليف العلاج والترقيد الباهظة التي يقدمها المستشفى رغم أنه حكومي، حتى أصبح ينافس المستشفيات الخاصة في الأسعار مع رداءة الخدمات الطبية التي يقدمها.
وهناك حوادث عديدة شهدتها مستشفيات الشحر والديس الشرقية وغيل باوزير بساحل حضرموت تكشف وجود عدم مبالاة بحياة الناس من قبل الموظفين وإدارات المستشفيات.
كما أن إدارة هذه المستشفيات تحولت لشركة تجارية تدر على أصحابها بدخل وفير بسبب الفساد المالي والأخلاقي الذي يحدث في بعضها في ظل غياب تام لمبدأ الرقابة والمحاسبة والشفافية الذي طالما تحدثت عنه السلطات المختصة في المحافظة.