الجنوب اليمني | خاص
شهدت العاصمة المؤقتة عدن، اليوم الإثنين، انتشاراً عسكرياً مكثفاً وغير مسبوق لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في محيط ساحة العروض بمديرية خورمكسر والطرق المؤدية إليها.
ويأتي هذا التحرك العسكري استباقاً لتظاهرة حاشدة دعت إليها فعاليات مجتمعية وقبلية، للمطالبة بالكشف عن مصير المقدم علي عشال الجعدني، المخفي قسراً منذ عام في أحد سجون قوات المجلس الانتقالي.
وأفادت مصادر محلية وشهود عيان، لـ”الجنوب اليمني” بأن قوات من معسكر “بدر” وإدارة أمن عدن تمركزت بكثافة في محيط خورمكسر، مع انتشار واسع لمدرعات إماراتية على امتداد خط العريش وصولاً إلى منطقة العلم.
وأكدت المصادر نشر دبابات وقناصة في ساحة العروض ومحيطها، بينما أغلقت الأطقم العسكرية المداخل والمخارج لمنع وصول المتظاهرين من مديريات عدن والمحافظات المجاورة، خصوصاً أبين.
من جهتها، استنكرت اللجنة المنظمة للتظاهرة، التي تحمل شعار “العدالة وكشف الحقيقة”، هذا الانتشار العسكري، معتبرةً إياه “محاولة سافرة لقمع حرية التعبير والتظاهر السلمي، ومنع المواطنين من ممارسة حقهم المشروع في المطالبة بمعرفة مصير المقدم الجعدني”.
يأتي هذا التصعيد في ظل حالة من الاحتقان الشعبي المتزايد في عدن والمحافظات الجنوبية، نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية، وفي مقدمتها الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وشح المياه وارتفاع الأسعار، وهي الأسباب التي أدت إلى تظاهرات متكررة في ساحة العروض خلال الفترة الماضية.
الجدير بالذكر، أن تظاهرات سابقة شهدتها ساحة العروض، وُوجهت بإجراءات قمعية من قبل قوات الانتقالي، شملت إطلاق النار لتفريق المحتجين وتنفيذ اعتقالات، مما أثار انتقادات واسعة من منظمات حقوقية محلية ودولية اعتبرت تلك الممارسات تقويضاً للحق في التجمع السلمي.
