الجنوب اليمني | خاص
في مشهد يعكس حجم الفوضى والانفلات الأمني، أُصيب مواطن بجروح خطيرة في محافظة شبوة، جنوب اليمن، في حادثة كشفت عن شبكات تهريب وقود منظمة تعمل بحرية تامة، وتزيد من معاناة السكان الذين يئنون تحت وطأة أزمة وقود خانقة وانقطاع تام للتيار الكهربائي.
وقالت مصادر محلية لـ”الجنوب اليمني” أن المواطن ناصر السحم النسي تعرّض لإطلاق نار خلف مبنى جامعة شبوة، بالقرب من معسكر “مرة” التابع لقوات التحالف السعودي الإماراتي.
وكشفت الحادثة المروعة عن تحويل هذه المنطقة إلى محطة لتجميع وتعبئة ناقلات الديزل المتجهة إلى خارج المحافظة، في إشارة واضحة إلى عمليات تهريب واسعة النطاق.
وأوضحت المصادر أن المواطن، ناصر أُصيب بأربع رصاصات أطلقها عليه شخص يُدعى شملان محمد مبارك الهمامي، وقد استقرت إحداها في عينه، نقلاً على إثرها إلى أحد مستشفيات المدينة.
وأثارت هذه الجريمة استياءً وغضبًا واسعًا في أوساط المجتمع الشبواني، مؤكدة ما يتردد عن عمليات تهريب وقود علنية ومنظمة تنطلق من ميناء قنا الساحلي، مرورًا بشبوة، وسط اتهامات صريحة لجهات نافذة بالتورط في تسهيل هذه العمليات مقابل مصالح شخصية.
ويؤكد نشطاء محليون ومراقبون، أن هذه الشبكات تعمل بحرية تامة، مستغلة غياب الرقابة الفعالة من فرع شركة النفط اليمنية والانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة، ما يفاقم من معاناة المواطنين.
وفي سياق متصل، يتصاعد السخط الشعبي تجاه السلطة المحلية في شبوة، وعلى رأسها المحافظ عوض بن الوزير العولقي، التابع للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا.
وتُوجه إليه اتهامات بالتقصير في ضبط الأمن والتصدي لظاهرة التهريب التي تُدر أرباحًا طائلة على شبكات منظمة، وذلك في ظل معاناة المواطنين من ظروف معيشية قاسية.
ويطالب سكان محليون، بفتح تحقيق فوري وشفاف لكشف ملابسات هذه الجريمة وكل ما يجري من عمليات تهريب، ومحاسبة جميع المتورطين والمتساهلين مع هذه العمليات، بمن فيهم المسؤولون في السلطة المحلية وقادة الوحدات العسكرية والأمنية.
وشددوا على أن هذه الجريمة لا يمكن أن تمر دون محاسبة، وأن على السلطات أن تتحمل مسؤوليتها الكاملة في حماية المواطنين وممتلكاتهم، والتصدي لظاهرة التهريب التي تهدد الأمن والاستقرار في المحافظة بأكملها.