من أبين إلى نجران.. رحلة الخداع والمصير المجهول..!

2 يوليو 2025آخر تحديث :
من أبين إلى نجران.. رحلة الخداع والمصير المجهول..!

منصة أبناء أبين وشبوة | خاص

في واحدة من أكثر صور الاستغلال والانتهاك الإنساني فظاعة، يعيش أكثر من 120 جنديًا من أبناء أبين (مودية، الوضيع، لودر) وضعًا مأساويًا داخل محور كتاف – نجران، بعد أن تم الزجّ بهم في مهمة عسكرية تحت وعود كاذبة، ثم تهديدهم بالسجن أو الترحيل الإجباري إلى الجبهات بقوة السلاح.

الجنود، الذين لم يتلق معظمهم أي تدريب عسكري فعلي ولم يسبق لهم خوض أي مواجهات ميدانية، دخلوا المحور في شهر رمضان الماضي باتفاق مع قيادة المحور (رداد الهاشمي)، يضمن لهم استلام راتب كامل يتم تقاسمه بينهم وبين القيادة، والتسجيل رسميًا ضمن كشوفات “المنقطعين”.

لكن وبعد دخولهم، تم إسقاط أكثر من 70 فردًا من الكشوفات دون مبرر، ليُتركوا في مواجهة المجهول بلا راتب ولا ضمان ولا أمان.

ولم تتوقف المأساة عند حدود الإذلال والترهيب، بل تعدتها إلى صورة صارخة من الفساد المنظّم، حيث تؤكد شهادات من داخل المحور لـ #منصة_أبناء_أبين_وشبوة
أن ما جرى مع شباب #أبين لم يكن استثناءً، بل جزء من ممارسة ممنهجة تقوم بها قيادات الكتائب بالتنسيق مع قيادة اللواء.

فكل قائد كتيبة أو أي شخص على صلة وثيقة بالقيادة يقوم بتسجيل أفراد وهميين أو محتاجين ثم يُجبرهم على تقاسم الراتب الشهري بالنصف بحيث يحضر الجندي فقط للتوقيع (البصمة) كل ستة أشهر على أساس راتب 12 ألف ريال، ليستلم نصفه فقط (6 آلاف)، بينما تذهب الحصة الأخرى إلى من قام بتسجيله.

هذه الآلية البشعة في “الارتزاق من فقر المجند”، تم تطبيقها فعليًا على عدد من شباب أبين، الذين تم التغرير بهم، ثم إسقاطهم لاحقًا من الكشوفات بعد انتهاء الغرض منهم، وتركهم دون مصدر دخل أو حماية، وكأنهم أدوات استخدام مؤقت، لا بشر لهم حقوق.

وبعد محاولاتهم الخروج من المحور بعد العيد الصغير، قُوبلوا برد قاسٍ ومهين، حيث خرجت ضدهم مدرعات وأطقم عسكرية، وتمت معاملتهم كأسرى لا كجنود. وعلى وقع الضغط، تم التوصل إلى اتفاق يقضي ببقائهم “كضيوف” حتى يتم حل الإشكاليات أو السماح لهم بالإجازة، كما وعد الهاشمي شخصيًا.

لكن، وبعد أربعة أشهر من الصبر والخذلان، وبعد العيد الكبير، تغير كل شيء. القيادة عادت لتفرض واقعها بالقوة، وأمرت بنقل الجنود إلى الجبهات تحت التهديد، ومن يرفض مصيره السجن أو الإذلال. بعضهم أُخذ بالقوة، والبعض الآخر ما زال يرفض، وسط توتر كبير يعم أجواء المحور، وينذر بانفجار داخلي قد تكون عواقبه وخيمة.

هؤلاء الجنود ليسوا مرتزقة ولا طالبين للدم، بل شباب فقراء تم التغرير بهم بأمل لقمة العيش، وها هم اليوم يُرمى بهم في أتون المعارك ضد الحوثيين دون تدريب أو تجهيز ويُعاملون كأدوات لا كبشر.

أهالي الشُبان قدموا مناشدة عاجلة لقيادة الشرعية والسلطة المحلية في أبين، والمنظمات الحقوقية، والنشطاء وكل صوت حي أن يتحرك قبل أن تُزهق أرواح بريئة لا ذنب لها سوى أنها وثقت في وعود قيادات لا تعرف سوى الاستغلال والقسوة.

هذه ليست قضية جنود فقط، بل قضية كرامة وعدالة وإنصاف، وعلى الجميع أن يسمعها الآن، قبل أن يُصبح الصمت تواطؤًا.. فلتكن هذه الصرخة بداية للمحاسب لا مجرد حكاية تُنسى .. فكل يوم تأخير هو مشاركة ضمنية في الجريمة.. ومن يسكت اليوم، قد لا يجد من يسمعه غدًا حين يقع عليه الظلم.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق