الجنوب اليمني | خاص
استشهد مراسلا قناة الجزيرة في قطاع غزة، أنس الشريف ومحمد قريقع، إلى جانب ثلاثة من طاقم القناة، مساء الأحد، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة للصحفيين قرب مستشفى الشفاء بمدينة غزة، شمالي القطاع، في جريمة وصفت بأنها استهداف مباشر للصحفيين.
وأفاد مراسل وكالة الأناضول بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية قصفت خيمة مخصصة للصحفيين، ما أدى إلى استشهاد سبعة أشخاص، بينهم خمسة صحفيين، أثناء تغطيتهم للعدوان المتواصل على غزة.
وأكدت قناة الجزيرة نقلاً عن مصدر طبي في مستشفى الشفاء، استشهاد مراسليها أنس الشريف ومحمد قريقع، إضافة إلى المصورين إبراهيم ظاهر، مؤمن عليوة، ومحمد نوفل، إثر القصف المباشر الذي استهدف مكان تواجدهم.
من جهته اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن استهداف طائرات الاحتلال للصحفيين والمؤسسات الإعلامية “جريمة حرب مكتملة الأركان”، تهدف إلى إسكات الحقيقة وطمس جرائم الإبادة الجماعية التي تُرتكب في القطاع، مؤكداً أن هذه الجريمة تأتي ضمن خطة إسرائيلية ممنهجة للتغطية على المجازر المرتكبة والتستر على ما يُخطط له من عمليات عسكرية قادمة.
وفي أول تعليق له، أقرّ الجيش الإسرائيلي بمسؤوليته عن استهداف أنس الشريف، زاعماً أنه “كان يشغل منصب قائد خلية في حماس”، وهو ما رفضته منظمات حقوقية وصحفية، واعتبرته تبريراً غير مقبول لاستهداف الصحفيين.
وكان أنس الشريف ومحمد قريقع من أبرز الوجوه الإعلامية التي غطّت العدوان الإسرائيلي على غزة منذ بدايته، حيث واصلوا عملهم المهني في ظل ظروف بالغة الخطورة، من أجل نقل الصورة للعالم وتوثيق الجرائم بحق المدنيين.
كما عرف عن أنس الشريف تواجده الدائم في الخطوط الأمامية ومناطق القصف شمال القطاع، حيث نقل الواقع لحظة بلحظة، فيما برز محمد قريقع بتقاريره المصورة من قلب الكارثة، موثقاً معاناة المدنيين تحت القصف المستمر.
وباستشهاد الشريف وقريقع، يرتفع عدد الصحفيين الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بدء الإبادة الجماعية الإسرائيلية في أكتوبر 2023 إلى 234 صحفياً، في حصيلة غير مسبوقة تُعد الأعلى في تاريخ الحروب الحديثة ضد الصحفيين، ما يعكس حجم الاستهداف المتعمد للعاملين في الحقل الإعلامي، في محاولة لإخماد صوت الحقيقة وطمس الجرائم المرتكبة بحق المدنيين.