الجنوب اليمني: خاص
يشهد الوضع المعيشي في محافظة حضرموت اغنى محافظات اليمن ثروة, تدهورًا حادًا دفع العديد من المواطنين إلى افتراش الطرقات وممارسة التسول قهرًا، في ظاهرة تعكس آثار التدهور الاقتصادي والانهيار المستمر للعملة المحلية، مما أثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين وساهم في تفاقم أزمات الفقر.
اسر حضرمية عريقة
وبحسب السكان المحليين، فإن الأسر الحضرمية، التي كانت حتى سنوات قليلة ماضية مستورة الحال، وجدت نفسها اليوم تحت خط الفقر، مما أجبر العديد من أفرادها على اللجوء إلى التسول لتأمين قوت يومهم، بينما تخلت عائلات أخرى عن بعض ضروريات الحياة لتتمكن من مواجهة ارتفاع الأسعار الحاد وانخفاض قيمة الريال اليمني.
التحالف وسياسة التجويع
السبب الرئيس لهذا التدهور، وفقًا لاقتصاديين ومراقبين، يعود إلى سياسة التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات وميليشاتها، والتي يرون أنها ساهمت في تقليص الموارد المحلية نتيجة الصراعات السياسية والعسكرية والتدخلات الاقتصادية. فقد قيدت هذه الممارسات على البنية التحتية الخاصة بالنفط ومصادر الدخل الأساسية للحكومة اليمنية والتي تعتبر طرفا وشريكا ثانويا في هذه السياسة، ما تسبب في تراجع إيرادات الدولة وأدى إلى عجز مالي غير مسبوق. ورافق هذا التدهور غياب السياسات الاقتصادية الفاعلة، وسط أزمة سيولة وانعدام القدرة على معالجة التضخم المتزايد الذي أثقل كاهل المواطنين.
وفي ضوء هذا الوضع، بات الكثير من أبناء حضرموت يتساءلون عن جدوى التحالفات الخارجية، وسط مخاوف من أن تتفاقم الأزمة أكثر في حال استمرار التدهور الاقتصادي دون تدخلات فاعلة لتحسين الأوضاع الاقتصادية.