تدهور المعيشة يدفع نساء حضرميات إلى مشاريع ذاتية لمواجهة الفقر نتيجة لسياسات التحالف

20 ديسمبر 2024آخر تحديث :
تدهور المعيشة يدفع نساء حضرميات إلى مشاريع ذاتية لمواجهة الفقر نتيجة لسياسات التحالف

الجنوب اليمني: خاص

تواجه محافظة حضرموت، كغيرها من محافظات جنوب اليمن، أوضاعًا معيشية متدهورة نتيجة السياسات الاقتصادية للتحالف السعودي الإماراتي في الجنوب وميليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من الإمارات، هذه السياسات أفضت إلى غرق فئات واسعة بحضرموت في مستنقع الفقر، مما أجبر الكثير من المواطنين، بمن فيهم النساء، على البحث عن مصادر دخل إضافية لتأمين احتياجاتهم الأساسية.

في هذا السياق، برزت قصة أسماء العمودي، وهي امرأة من عزلة بروم بمديرية بروم ميفع والتي تبعد عن مدينة المكلا عاصمة المحافظة نحو 30 كيلومتر غربا، أسماء التي أطلقت مشروعًا استثماريًا ذاتيًا لصناعة “التونة” تحت اسم “تونة بروم”، بدأت مشروعها في أغسطس الماضي من منزلها، حيث تقوم بتحضير وتجهيز سمك التونة قبل نقلها إلى الأسواق المحلية.

أوضحت أسماء أن تدني الأجور في المرافق الصحية – حيث تعمل متعاقدة – وعدم كفايتها لتغطية تكاليف المعيشة، دفعها للبحث عن مصدر دخل إضافي، وقد وجدت الدعم بالصدفة من وكالة دعم المنشآت الصغيرة، التي قدمت لها أجهزة ومواد خام، فيما تكفلت هي بتوفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروع وسداد التزاماته.

رغم أن المشروع وفر لها مصدرًا للدخل، إلا أن أسماء تواجه تحديات كبيرة، أبرزها شح الموارد المادية وصعوبة توفير سمك التونة “الثمد” كما يسمى في اللهجة الحضرمية، وهو عنصر أساسي في صناعة التونة المعلبة، حيث يتغير توفرها بحسب المواسم، ومع ذلك، تعمل بمفردها على تجهيز المنتج في عملية شاقة تستغرق يومًا كاملًا، إضافة إلى انتظار 14 يومًا للتأكد من جودة المنتج قبل طرحه في الأسواق.

يُباع منتج أسماء بمتوسط 3,000 ريال يمني للعلبة الواحدة، مما جعل البعض يعتبر السعر مرتفعًا، لكن أسماء تؤكد أن الجودة والوزن الذي تقدمه يتفوقان على المنتجات المماثلة المتوفرة في السوق.

هذا المشروع يُظهر جانبًا من معاناة النساء في حضرموت وجنوب اليمن عمومًا، حيث دفعت الأوضاع الاقتصادية المتدهورة الكثيرات إلى العمل في مجالات شاقة وغير مألوفة لتأمين لقمة العيش، وعلى الرغم من أن بيانات منظمة العمل الدولية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تشير إلى أن النساء في اليمن، خصوصًا صاحبات المشاريع الصغيرة، يعتبرن الأكثر تضررًا من آثار الحرب والنزاعات، إلا أن أسماء تواجه تحديا من نوع آخر وهو شحة سمك التونة بسبب عمليات الإصطياد الجائر التي تقوم بها شركات أجنبية في بحر العرب برعاية من التحالف السعودي الإماراتي.

ومع حجم الصعوبات والتحديات و تدهور الأوضاع الاقتصادية وغياب الدعم الحكومي، تأمل أسماء أن يتحول مشروعها إلى مصنع متكامل يرفد السوق بكميات أكبر، مشيرة إلى أن هذه المشاريع الصغيرة تمثل بارقة أمل في تحسين الأوضاع الاقتصادية لكثير من الأسر بحضرموت في ظل الظروف الراهنة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق