الجنوب اليمني | خاص
تعتبر محافظة المهرة نموذجًا للتعايش والسلام في اليمن، حيث ظلت بعيدة عن الصراعات المسلحة التي عصفت بالعديد من المحافظات المجاورة.
وعُرفت المهرة باحتضانها لكل ابناء اليمن وللنازحين والمشردين جراء الحرب، مقدمةً لهم الأمان والاستقرار بعيدًا عن العصبية والنعرات الطائفية.
محاولات استيراد الصراع:
مع تدخل التحالف العربي في اليمن بحجة محاربة الحوثيين، بدأت الإمارات بمحاولات تجنيد مليشيات في المهرة واستيراد الصراع إليها، إلا أن أبناء المهرة رفضوا هذه التحركات بشدة، مؤكدين ضرورة تشكيل أي وحدات عسكرية عبر القنوات الرسمية المتمثلة في اللجنة الأمنية ووزارتي الدفاع والداخلية.
و أمام هذا الرفض الشعبي، اضطرت الإمارات للانسحاب وفشل مخططها في زعزعة أمن المحافظة.
السعودية وتحركاتها المشبوهة في المهرة:
عملت السعودية على استقطاب شيوخ القبائل والإعلاميين من خلال تقديم مبالغ مالية شهرية، حيث تدُفع للشيوخ ما يقارب 20 ألف ريال سعودي وللإعلاميين 3000 ريال سعودي للفتنة بين أبناء المحافظة والمشاركة في الحملات الإعلامية ضد المعارضين لسياستها التخريبية، إضافة إلى رواتب شهرية للجنود وأفراد القبائل لكسب ولائهم.
ومع ذلك، واجهت هذه المحاولات رفضًا شعبيًا واسعًا بقيادة أحرار المهرة، مما أدى إلى فشل تلك المخططات.
كما قامت السعودية باستقدام آلاف السلفيين، وأنشأت لهم مراكز دينية ودعمت أنشطتهم بدعم غير محدود.
وفي الفترة الأخيرة، شكلت السعودية تحت مسمى “درع الوطن” بقرار من وزير الدفاع ورئيس مجلس القيادة الرئاسي، وهي خطوة لاقت معارضة شديدة من أبناء المهرة الذين أكدوا أن المحافظة ليست بحاجة إلى تشكيلات عسكرية طائفية تكفيرية.
مهرجان جماهيري لرفض التدخلات:
نظم أبناء المهرة، يوم أمس الجمعة، مهرجانًا جماهيريًا حاشدًا للتعبير عن رفضهم لتشكيل مليشيا “درع الوطن” واستيراد الصراعات إلى المحافظة.
وطالب المشاركون بدعم التعليم والخدمات الأساسية بدلًا من إثارة النزاعات التي تهدد السلم المجتمعي.
صوت من الداخل:
في خضم هذه الأحداث، عبّر الشيخ علي سالم باكريت عن استياءه من الوضع الراهن، مشيرًا إلى ما وصفه بانهيار السلطة المحلية والخضوع لإملاءات التحالف السعودي الإماراتي.
وقال باكريت: “لقد أصبحنا نرى قياداتنا تتحول إلى أدوات تنفذ رغبات الخارج، وتحطم مؤسساتنا ودستورنا، و أطفالنا يعانون الجوع ومرضانا يفتقدون للدواء، بينما تُدمر مواردنا وتُنهب مقدراتنا.”
و تواجه المهرة تحديات متزايدة بسبب محاولات استيراد الصراع إليها وزعزعة استقرارها, ومع ذلك، يبقى موقف أبنائها الرافض لأي تدخلات خارجية نموذجًا للصمود والدفاع عن السلام والتعايش الذي لطالما عُرفت به المحافظة.