صور أقمار صناعية تكشف عن قرب اكتمال مدرج طائرات في جزيرة يمنية.. ما علاقة الإمارات وإسرائيل؟

18 يناير 2025آخر تحديث :
صور أقمار صناعية تكشف عن قرب اكتمال مدرج طائرات في جزيرة يمنية.. ما علاقة الإمارات وإسرائيل؟

الجنوب اليمني | خاص

كشفت صور حديثة للأقمار الصناعية، حللتها وكالة أسوشيتد برس، عن اقتراب اكتمال مدرج طائرات غامض على جزيرة عبد الكوري اليمنية النائية، في تطور يأتي ضمن سلسلة من الإنشاءات المشابهة في بلد يواجه حربًا متوقفة تهدد بالعودة.

وذكر تقرير الوكالة أن مدرج الطائرات في جزيرة عبد الكوري، المطلة على المحيط الهندي بالقرب من مدخل خليج عدن، قد يوفر منطقة هبوط استراتيجية للعمليات العسكرية التي تراقب هذا الممر المائي الحيوي.

وأشار التقرير إلى أهمية الموقع في ظل تراجع حركة الشحن التجاري عبر الخليج والبحر الأحمر، الذي يعد طريقًا رئيسيًا لشحنات البضائع والطاقة المتجهة إلى أوروبا، بنسبة تصل إلى النصف بسبب هجمات جماعة الحوثي، بالإضافة إلى نشاط تهريب الأسلحة من إيران إلى الجماعة.

ويرجح التقرير أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة، التي يشتبه منذ فترة طويلة في سعيها لتوسيع نفوذها العسكري في المنطقة ودعمها للتحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين، هي الجهة التي تقف وراء بناء هذا المدرج.

وترى الوكالة أن حملة الحوثيين، التي تربط هجماتها بالحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، تثير مخاوف من أن أي وقف لإطلاق النار في الصراع الفلسطيني قد لا يكون كافيًا لإيقاف أنشطتهم التي لفتت أنظار العالم إليهم.

كما يشير التقرير إلى الهجمات المتكررة التي يشنها الحوثيون على إسرائيل وعلى السفن الحربية الأمريكية في البحر الأحمر، مما يزيد من المخاوف بشأن احتمالية وقوع خطأ في الحسابات أو هجمات جديدة قد تقوض الهدوء النسبي في اليمن.

وعلّق وولف كريستيان بايس، الزميل البارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قائلاً: “إن الحوثيين يتغذون على الحرب – فالحرب مفيدة لهم. وأخيرًا، أصبحوا قادرين على الوفاء بشعارهم الشهير: الموت لأمريكا، الموت لليهود. إنهم يرون أنفسهم في هذه المعركة الملحمية ضد أعدائهم اللدودين، ومن وجهة نظرهم، فإنهم منتصرون”.

وتظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة Planet Labs PBC في 7 يناير، وجود شاحنات ومعدات ثقيلة أخرى على المدرج الذي يبلغ طوله حوالي 3.5 كيلومترات وعرضه 5 كيلومترات في أوسع نقطة.

وقد تم رصف المدرج ووضع علامات التعيين عليه. ورغم ذلك، لا يزال هناك جزء مفقود من المدرج بطول 290 مترًا، حيث يمكن رؤية الشاحنات وهي تقوم بتسوية ووضع الأسفلت فوقه.

وبمجرد اكتمال بنائه، سيسمح طول المدرج للطائرات الخاصة وغيرها بالهبوط فيه، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يستوعب الطائرات التجارية الأكبر حجما أو القاذفات الثقيلة.

ويرى الخبير في الشأن اليمني محمد الباشا من شركة باشا ريبورت الاستشارية للمخاطر، أن المسافة بين قاعدة عبد الكوري والبر الرئيسي لليمن تقلل من خطر استيلاء الحوثيين عليها.

وأكد المتحدث باسم منظمة الطيران المدني الدولي، وليام رايلانت كلارك، أن المنظمة ليس لديها أي معلومات عن مهبط الطائرات في عبد الكوري، مشيراً إلى أنه يتعين على اليمن، بصفتها دولة عضوة في المنظمة، تقديم معلومات عن المدرج.

ويذكر التقرير أن هناك مشاريع لتوسعة مطارات أخرى في اليمن، ففي مدينة المخا على البحر الأحمر، يسمح مشروع لتوسيع مطار المدينة بهبوط طائرات أكبر حجماً، ويعزو مسؤولون محليون هذا المشروع إلى دولة الإمارات. كما تظهر صور أقمار صناعية أخرى مدرجًا آخر قيد الإنشاء جنوب المخا بالقرب من ذباب.

وتعد جزيرة عبد الكوري جزءًا من أرخبيل سقطرى، الذي يتمتع بموقع استراتيجي هام. وفي السنوات الأخيرة، أشرف على الجزيرة ميليشيا المجلس الانتقالي في اليمن، المدعوم من دولة الإمارات ، والذي يدعو إلى تقسيم اليمن.