بقلم | ياسر منصور
إلى أبناء الجنوب الأحرار، إلى من قدَّم التضحيات، إلى من حلم بوطن يليق بكرامته، إلى من ظنَّ يومًا أن المعركة كانت من أجل استعادة الحقوق، لكنه اليوم يرى بأم عينه كيف تُسلب كل الحقوق تحت مبررات واهية وأوامر خارجية لا ترى فيكم سوى أداة لتحقيق مصالحها!
اليوم، قرار جديد يصادر ما تبقى من سيادتكم، من حقكم في الحياة، من حقكم في أن تعيشوا كرامًا في أرضكم! الإدارة الإماراتية في عدن تأمر بمنع استيراد السيارات، ألواح الطاقة الشمسية، الدراجات النارية، أجهزة الاتصالات، وحتى قطع الغيار!
بأي حق؟ من أعطاهم هذا القرار؟ هل أصبحتم غرباء في أرضكم؟ هل أصبحتم مجرد منفذين لأوامر لا تملكون حتى حق الاستفسار عنها؟!
لقد كنتم تحلمون بجنوب مزدهر، بميناء عدن نابضًا بالحياة، باقتصاد قوي، باستقلال حقيقي، لكن ماذا حصل؟
ميناء عدن مُعطَّل، وكل من يحاول تشغيله تُفرض عليه القيود حتى لا ينافس موانئ الإمارات!
التجارة تُخنق، فلا يُسمح لكم حتى باستيراد مقومات الحياة!
الاتصالات تُكبَّل، لأنهم يريدونكم معزولين، بلا صوت، بلا قدرة على التواصل، بلا إرادة!
إلى متى هذا الصمت؟ إلى متى هذا القبول بالإذلال؟
لقد قيل لكم إن الإمارات جاءت لنصرتكم، فماذا جلبت لكم؟ هل بنت دولة؟ هل أنعشت الاقتصاد؟ هل فتحت الميناء؟ أم أنها أحكمت قبضتها على كل مفاصل الجنوب حتى بات القرار الجنوبي مرهونًا بموافقة ضابط أجنبي؟
هذه ليست شراكة، هذا احتلال بصيغة ناعمة!!!!!!!!
يا أبناء الجنوب، إن سكوتكم اليوم يعني أنكم توافقون على أن تُصبحوا عبيدًا في أرضكم، تابعين لا مُخيَّرين، منفذين لا صانعين للقرار!
إن الإمارات اليوم لم تعد تتصرف كحليف، بل كقوة وصاية، تأمر فتُطاع، تمنع فلا يُناقش قرارها، تفرض سيطرتها وكأنها صاحبة الأرض وأنتم مجرد سكان مؤقتين!
إما أن ترفعوا أصواتكم اليوم، أو استعدوا لمزيد من القيود غدًا!
التاريخ لن يرحم، والأجيال القادمة لن تغفر، فإما أن يكون الجنوب سيد قراره، أو سيظل رهينة لأجندات لا ترى فيه سوى ورقة ضغط ومصدر نهب!