الجنوب اليمني | تقرير خاص
قيادات سياسية وعسكرية وأمنية جاءوا على حين غفلة من الزمن بلا تدرج او تخصص أو خبرات أو إنجازات ليجدوا أنفسهم في الصف القيادي الأول وبلا منافسين أو أجهزة رقابية أو ضمير.
كسبوا الاموال والعقارات وبنوا الشركات وعاثوا فساداً وقتلاً وإجراماً في الحرث والنسل.
إذا رأيتم مسؤولاً يحقق الثروات الخاصة في مرحلة يعيش الوطن والشعب أزمات حروب وفقر فلا تشك للحظة واحدة أن هذا المسؤول لص وعديم المسؤولية وميت الضمير.
هذا بالضبط ما يمكن رصده في عدن والمحافظات الجنوبية وتحديداً في الصف القيادي الاول للمجلس الإنتقالي.
هذا الفساد الطاغي وأن تغطى بشعارات الجنوب والمظلومية والشركة والإستقلال واستعادة الدولة فإنه من دون شك هو الديناميت الذي سيفجر كل هذه الشعارات على المدى القريب لا البعيد ويعربها للناس..
هذا بالضبط ما يحصل اليوم في عدن، لقد تغير مزاج الشارع وانقلب ضد هذه الشعارات ولولا بقية قوة عسكرية وأمنية يحتمي خلفها أساطنة المجلس الإنتقالي لهاجمتهم الجماهير في مكاتبهم ومنازلهم وشركاتهم وممتلكاتهم التي جمعوها من الحرام.
لذلك الناس واقعة في جحيم المعاناة والفقر وغياب الخدمات ترى هذه الفجوة بين اللصوص هؤلاء وبين واقع الشعب المطحون بالوجع.
ثروة مشبوهة
قال عبدالله الخليدي وهو ناشط في وسائل التواصل الإجتماعي ان “محسن الوالي” ، القائد الأمني البارز انه سخر منصبه و القوة الأمنية التي يقودها إلى شركة خاصة تدر عليه الأرباح الطائلة.
ولعل أبرز دليل على ذلك هو امتلاكه، برفقة شريكه وابن عمه “فضل الوالي” ، لمساحات شاسعة من الأراضي في عدن، تمتد هذه المخططات من صبر إلى البريقة.
كما يملك الرجل حصة كبيرة في المنطقة الحرة تفوق حصص الشركات الأخرى، بالإضافة إلى تقاسمه مخططات واسعة في محيط المطار الجديد مع عدد من الفاسدين.
هذه الثروة الهائلة التي اكتسبها الوالي في فترة زمنية قصيرة، تثير تساؤلات حول مصدر هذه الأموال وكيف تمكن من جمعها وهو في منصب مسؤول أمني..
يسرقون هم واقاربهم
مدينة عدن الجديدة الواقعة ضمن أراضي المنطقة الحرة أستولى “فضل الوالي” على مساحة الأرض وبنى عليها مدينة بعقد إيجار سنوي بقيمة نصف مليون دولار تقريباً ، ورغم أن السعر زهيد مع ذلك رفض أن ان يدفع المبلغ مستقوياً بادإبن عمه “محسن الوالي”.
وفي 2024 تم عمل تسوية تقضي باعفائه مما سبق شرط أن ينتظم بدفع الإيجار الى خزينة الدولة بعد ان باع 80% من المدينة ، ومع ذلك لم يدفع الا ما يقارب خمسين الف ريال يمني كما هو موضح بالسند المرفق ، وقال مقولته الشهيره (عادها كثير)!! مرفق صور من السندات.
(حصري) الوالي كان عاملاً بالأجر اليومي
حصل موقع “الجنوب اليمني” على صورة حصرية لجواز سفر “محسن الوالي” قائد الوية الدعم والإسناد التابع للمجلس الإنتقالي ، ومن البيانات الموجودة في الجواز إلى عام 2016 أن المهنة التي يشغلها الوالي هي (عامل) وبحسب استقصاءاتنا تبين ان الوالي كان عاملاً في بيع العسل بمحل يملكه “ابو زرعة المحرمي” في سوق عدن الدولي.

الوالي والمحرمي العامل والمالك للمحل إلى قبل تسع سنوات كانا يعملان بالأجر اليومي وبين عشية وضحاها تملكا أجهزة وسلطات ومدن وعقارات ودولة ( اللهم لا حسد) .
ثروات في رقم قياسي لم يبلغه أكبر عباقرة الرأسمال في العالم.
الجمع بين السلطة والثروة في وقت واحد هو محرم كالجمع بين الإختين ، لكن هؤلاء جمعوا كل سوءات الزمن وجرائم التاريخ.
قتلوا .. سرقوا .. بسطوا .. تجبروا .. سجنوا .. وعذبوا .. اختطفوا وغيبوا .
السؤال: كيف يضعون رؤوسهم على المخدات وينامون بسلام في الليل دون تأنيب من نفوسهم اللوامة إن لم تكن قد وصلت مرتبة النفس الشريرة؟!.
كيف يورثون لأبنائهم واهليهم ثروات وعقارات جاءت من الحرام وستقودهم إلى الجحيم والعياذ بالله؟! .
ونحن نفتح هذه الملفات ليس للشماتة أو بغرض التشهير بل من واجب أن الصحافة هي عين المجتمع وقبلها هذا انطلاقاً من مسؤولياتنا في رفض المنكر ومحاربته بالوسع والمتاح..
عنصرية مقيتة وسجل أسود
يحتفظ “محسن الوالي” بسجل أسود من الإنتهاكات والبطش والإستقواء على المواطنيين المساكين من أبناء المحافظات الشمالية في مداخل عدن والعاملين بالأجر اليومي في أماكن مختلفة يقوم بإيقافهم فقط على أساس مناطقي مقيت ثم يحقق معهم ويقوم بتعذيبهم ورميهم في السجن لفترات على مزاجه.
في واحدة من قصص العنصرية التي يقوم بها الوالي يحكي أحدهم وهو صديق قديم له من الشباب السلفيين المعتدلين ان الوالي قبض على باعة بالأجر اليومي في عدن وقام بتعذيبهم فنصحه هذا الشاب وقال له : هذا لا يجوز وهؤلاء اعرفهم ولا ذنب لهم إلا ان الله خلقهم في مناطق الشمال وكتب رزقهم في الجنوب..
فرد الوالي: هؤلاء ضد الجنوب!!
يقول هذا الشاب السلفي: فصمت وأيقنت أن هؤلاء ليسو سلفيين بل لحى مخابرات.
الشارع الجنوبي يكشف الفاسدين
يعلم مثقفو وجمهور الإنتقالي في قرارة نفوسهم ان هذه النخبة الحاكمة في عدن والمحافظات الجنوبية هم شلة فاسدة بامتياز لا يمثلون أي قضية أو مشروع وأكبر دليل هو هذه الفجوة بينهم وبين الناس في عدن والجنوب.
يشتغلون لانفسهم ويجمعون الثروات لأقاربهم وتحت لافتة الجنوب وقضيته ودولته المنشودة مارسوا كل الموبقات ونهبوا كل ما وصلت إليه أيديهم.
هذه المظاهرات التي تتصاعد في عدن ومناطق جنوبية اخرى ضد الواقع المرير هي أكبر رسالة وأستفتاء من الشعب ضد هؤلاء اللصوص والمجرمين.
ويمكن لأي راصد في وسائل التواصل الإجتماعي أن يرى سخط الناس وكرههم لهؤلاء النخبة السياسية المتخمة بالفساد والإجرام في عدن.
فعصر التواصل المفتوح والسوشال ميديا يجعل من الرأي العام سلطة قادرة على كشف الملفات والوصول إلى بواطن الامور والممارسات الخاطئة لهؤلاء القيادات ومن الصعب إخفاء الفساد أو مغالطة الشعب.