الجنوب اليمني | خاص
تشهد المحافظات الجنوبية في اليمن أوضاعًا معيشية وإنسانية متردية، وصعبة ومأساوية، حيث تتفاقم الأزمات المتداخلة لتزيد من معاناة السكان وتصعّب سُبل الحياة وتغلق في وجه المواطن نوافذ الأمل.
رصد موقع “الجنوب اليمني ” تفاقم الأزمات وتسارعها منذ خلال الفترة الماضية، والتي تهدد حياة المواطن اليمني في المناطق الجنوبية ما يزيد من حالة تدهور الحياة، وتظهر معالم انهيار النظام الأمني والفساد المالي والاداري، في تلك المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الانتقالي، والفصائل الاخرى التابعة لدول التحالف السعودية والإمارات بشكل مباشر أو غير مباشر و تصاعد حدة الأزمات وضعفٌ حكومي عن أداء مهامه تجاه السكان.
أزمة الغاز:
تعاني معظم المحافظات الجنوبية من نقص حاد في إمدادات الغاز المنزلي، مما أدى إلى تزايد الطوابير أمام مراكز التوزيع وارتفاع الأسعار في السوق الرسمي و السوداء.
وتذكر مصادر إعلامية بأن سعر أسطوانة الغاز في السوق السوداء يواصل ارتفاعه المتسارع إلى مستويات عالية قياسية، حيث تجاوز 10,000 ريال يمني في بعض المناطق، مقارنة بالسعر الرسمي الذي يبلغ حوالي 2,500 ريال.
ويرى مراقبون بأن تأثيرات ذلك ينعكس سلباً على حياة المواطنين، ويؤثر بشكل كبير على حياة الأسر اليومية، خاصةً في شهر رمضان، حيث يزداد استهلاك الغاز لإعداد وجبات الإفطار والسحور.
وسجل “الجنوب اليمني” شهادات المواطنين: يقول احد الاهالي وشضف العيش بادياً على ملامحه “لا نستطيع تحمل هذه الأسعار، نضطر للانتظار لساعات طويلة في الطوابير، وفي النهاية قد لا نحصل على أسطوانة غاز”، هذا ما قاله مواطن من عدن.
أزمة انقطاع الكهرباء:
تشهد معظم المدن الجنوبية ساعات طويلة من الانقطاعات اليومية للتيار الكهربائي، تصل في بعض الأحيان إلى 12 ساعة في اليوم.
“تأثيرات على حياة السكان”
يؤثر هذا الانقطاع بشكل كبير على حياة السكان، خاصةً في ظل ارتفاع درجات الحرارة في شهر رمضان، حيث يعاني الكثيرون من عدم القدرة على تبريد منازلهم وتخزين الطعام.
وتتضرر القطاعات الحيوية، مثل المستشفيات والمرافق الصحية، بسبب انقطاع الكهرباء، مما يعرض حياة المرضى للخطر.
تصريح مسؤول: قال مسؤول في مؤسسة الكهرباء بعدن: “نواجه صعوبات كبيرة في توفير الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، مما يؤدي إلى زيادة ساعات الانقطاع”.
حالات الانفلات الأمني:
تنام وتصحو المناطق الجنوبية على صوت الرصاص النجمة عن الاشتباكات المسلحة والجرائم الجنائية، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار.
ويفاقم ذلك، تدهور الانفلات الأمني على حياة السكان، ويزيد من حالة الشعور بالخوف والقلق، ويعيق حركة السكان اليومية. وتتزايد معه مخاوف المواطنين من استغلال الجماعات المسلحة للأوضاع الأمنية المتدهورة لتسرف في ارتكاب الجريمة.
تقرير لمنظمة حقوقية
ذكر تقرير صادر عن منظمة حقوقية محلية تسجيل العديد من حوادث القتل والاختطاف في المحافظات الجنوبية خلال الفترة الأخيرة.
بالاضافة الى إحصائية نشرها الاعلام الأمني في اواخر الشهر الماضي والتي تُفيد عن “ضبط 150 متهماً بجرائم مختلفة منها محاولات إيذاء عمدي خفيف بعدد 9 جرائم، واعتداء على ملك غير بعدد 7 جرائم ومثلها جرائم سرقات، و 5 جرائم شروع، و4 جرائم مواد مخدرة، و4 جرائم تهديد، و3 جرائم سب وشتم، وجريمتي أضرار بمال الغير ومثلها خيانة أمانة ومثلها جريمتي مطل غني ومعدل 3 جرائم متفرقة تنوعت بين نصب واحتيال وانتهاك حرمة مسكن وضبط 70 شخص متسلل من الأفارقة” .
انهيار العملة وارتفاع الأسعار:
يستمر التدهور المتسارع لقيمة العملة المحلية، امام العملات الاجنبية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية بشكل كبير ومخيف.
ارتفاع الأسعار:
ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة تجاوزت 30% خلال الفترة الأخيرة، بحسب تقارير اخبارية متخصصة مما يزيد من معاناة الأسر ذات الدخل المحدود التي باتت عاجزة عن توفير لقمة العيش الضرورية، ناهيك عن المتطلبات الاخرى. وينعكس التدهور الاقتصادي على حياة الأسر، ويزيد من نسبة الفقر والبطالة، ويجعل الأسر تقف على حافة مجاعة حقيقية تهدد أمن و إستقرار الاسرة اليمنية.
وفي السياق ذاته رصدنا صرخة مواطن: “لا نستطيع شراء حتى أبسط المواد الغذائية، الأسعار ترتفع بشكل جنوني، ولا يوجد من يراقب الوضع”، هذا ما قاله مواطن من مدينة المكلا ويقول آخر الدجاجة اصبحت حلماً خصوصاً في رمضان الذي حل علينا ونحن غارقون في بحر من الازمات الخانقة.