حضرموت على صفيح ساخن: فعاليتان تشهدهما اليوم في سياق الصدام بين مشروعي «الانتقالي» و«الحلف»

24 أبريل 2025آخر تحديث :
حضرموت على صفيح ساخن: فعاليتان تشهدهما اليوم في سياق الصدام بين مشروعي «الانتقالي» و«الحلف»

القدس العربي | متابعات

تشهد مدينتا المكلا وغيل با يمين في محافظة حضرموت، الواقعة شرقي اليمن، اليوم الخميس، فعاليتين في سياق المواجهة من مشروعين سياسيين يتنازعان الحق في الاستحواذ على المحافظة، التي تمثل الأكبر مساحة والأغنى نفطا في البلاد.
ينظم المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي)، في مدينة المكلا عاضمة حضرموت، اليوم الخميس، مسيرة يصفها بالمليونية تحت شعار “حضرموت أولا” يؤكد فيها أن هوية حضرموت جنوبية، وتمثل جزءا لا يتجزأ من مشروع دولة الجنوب العربي، التي يطمح إليها في المحافظات الجنوبية والشرقية من اليمن من خلال الانفصال عن شمال البلاد؛ ويرى في مشروع حلف قبائل حضرموت تهديدًا وجوديًا لمشروعه.
في المقابل؛ ينظم حلف قبائل حضرموت، اليوم، فعالية موازية في مدينة غيل بايمين بذات المناسبة، وهي ذكرى تحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة الإرهابي في 24 ابريل/ نيسان؛ وهي ذات المناسبة التي يقيم “الانتقالي” مسيرته في إطارها.
وضع الحلف “حضرموت نحو الحكم الذاتي” شعارًا لفعاليته؛ مؤكدًا بذلك تحديه لمشروع الانتقالي، الذي وجد مشروعه الانفصالي مهددًا بما يدعو إليه حلف قبائل حضرموت، الذي يرأسه عمرو بن حبريش، وبات له مناصرين، وقوة مسلحة أيضًا.
“الانتقالي” يعد لفعاليته باهتمام شديد منذ الأسبوع الماضي؛ ويريد منها أن تكون معبره عن حجمه ومساحة حضوره في محافظة حضرموت؛ وبالتالي تعكس قوة المؤيدين لجنوبية حضرموت من الحضارم أنفسهم، في مواجهة مشروع الحلف الداعي إلى الحكم الذاتي كإقليم مستقل في دولة يمنية اتحادية أو دولة مستقلة في حال انفصل الجنوب عن الشمال.
في بيان للحلف أوضح فيه الاربعاء أن “الاحتفال سيقام هذا العام تحت شعار «حضرموت نحو الحكم الذاتي»، تعبيرًا عن تطلعات أبناء حضرموت نحو نيل حقهم في تقرير مصيرهم، واستعادة قرارهم السياسي والإداري بما يضمن تحقيق تطلعاتهم المشروعة في التنمية والكرامة والعدالة”.
ويمثل اشتمال البيان على كلمتي تقرير المصير مؤشرًا لتطور لافت في الخطاب السياسي للحلف ، الذي سبق وأشار في بيان صدر عن “لقاء حضرموت” السبت من الأسبوع الماضي، إلى أن حضرموت كانت مستقلة حتى عام 1967.
وزير الثقافة الأسبق أمين عام حزب التجمع الوحدوي اليمني، عبد الله عوبل، يرى في تصريح لـ”القدس العربي” أن “ما يدار في حضرموت هو صراع إقليمي لتقاسم تركة “الرجل المريض” حد تعبيره.
واعتبر أن “سباق “الانتقالي” للقفز على حضرموت ليس عملًا وطنيا بقدر ما هو خدمة لداعميه في الخليج، فهناك صراع على ثروات حضرموت، بينما المملكة السعودية تعتبر حضرموت أمن قومي، وهي لديها حدود واسعة تمتد من المهرة حتى صعده. لذلك فإن المملكة تدعم حلف قبائل حضرموت من أجل أمنها القومي”.
وأضاف: “لم يقدم الانتقالي نموذج مؤسساتي في عدن ومناطق سيطرته، بل أوصل الأوضاع فيها لدرجة المجاعات، وفقدان الخدمات وترك المواطن يعاني الأمرين؛ لذلك لم يجد الحضارم في “الانتقالي” سوى خراب المحافظات التي يسيطر عليها. فاختاروا طريق مختلف لعله يوفر ابسط الخدمات والحياة الكريمة للمواطنين. وقد وقعوا اتفاقية مع المملكة السعودية بتوفير محطة كهرباء بـطاقة 500 ميغا، وفي عدن والجنوب وحضرموت فإن خدمة الكهرباء والماء والراتب هي مطلب المواطن الذي تسحقه المعاناة اليومية جراء الغلاء وانعدام الخدمات مع بداية هذا الصيف، حيث تنقطع الكهرباء في عدن أكثر من ثمان ساعات هذه الأيام”.
وأشار إلى أن “تقرير المصير عبارات يرددها اليمنيون دون معرفة معناها. وفي كل الحالات تقرير المصير لا تعني الاستقلال، بل إن يقرر الحضارم ما يريدون ويتصرفون في ثرواتهم ويوجهونها للتنمية، حتى تأتي دولة. فهم يصرحون عادة إنهم في حالة الدولة الاتحادية هم مع حضرموت إقليم، وفي حالة انفصال الجنوب سيكونون دولة”.
وتشهد حضرموت، منذ أكثر من تسعة شهور، احتقانًا سياسيًا واستنفارًا قبليًا ضد السلطة المحلية والحكومة المركزية يقوده حلف قبائل حضرموت، على خلفية مطالب حقوقية وسياسية تتعلق بالأوضاع المعيشية لأبناء المحافظة.
وهي الأزمة التي تصاعدت بين حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع من جهة، والسلطة المحلية والحكومة المركزية من جهة ثانية. وقاد الحلف والجامع تصعيدهما ضد السلطة المحلية والحكومة، بشكل واضح، منذ يوليو/ تموز، جراء ما اعتبره الحلف والجامع “سوء إدارة الشأن العام” في المحافظة، وتدهور الخدمات؛ وهو ما عبر عنه بيان مؤتمر حضرموت الجامع في 13 يوليو ، والذي منح السلطة المحلية مهلة شهر لتلبية مطالبه الخدمية. تلا ذلك بيان لحلف قبائل حضرموت بتاريخ 31 يوليو طالب فيه بـ: تثبيت حق حضرموت في نفطها قبل أي تصرف فيه، وتسخير قيمة مبيعات المخزون النفطي في ميناءي الضبة والمسيلة لشراء طاقة كهربائية لحضرموت. وقبل ذلك المطالبة باعتراف مجلس القيادة الرئاسي بحق حضرموت، وتفعيل دور الشراكة الفاعلة والحقيقية، ممثلة في مؤتمر حضرموت الجامع، أسوة بالأطراف المشاركة في التسوية الشاملة في البلاد. وهدد الحلف بـ “وضع اليد على الأرض والثروة” عقب انتهاء مهلته، التي منحها لمجلس القيادة الرئاسي، ومدتها 48 ساعة، وبدأ بالفعل، عقب المهلة، في نشر مسلحيه والسيطرة على مواقع حقول الإنتاج النفطي بموازاة استمرار الاستنفار القبلي في الهضبة الحضرمية، وصولا إلى إعلان الحلف في 28 أكتوبر/ تشرين الأول، أن تحقيق الحكم الذاتي الذي يحفظ لحضرموت الاستقلالية، بات “حاجة ملحة” ، فيما تم في 25 ديسمبر/ كانون الأول اعلان الحلف تشكيل “قوات حماية حضرموت” كقوة مسلحة غير حكومية. وفي يوم السبت الموافق 12 أبريل/ نيسان الجاري عقد الحلف “لقاء حضرموت”، وانتهى اللقاء إلى تأكيد المطالبة بالحكم الذاتي لحضرموت “التي كانت مستقلة حتى عام 1967م” طبقا للبيان. وقال بيان اللقاء: “نرفض رفضًا قاطعا العودة تحت هيمنة بقية الأطراف بأي شكل من الأشكال”.
ونشر رئيس حلف قبائل حضرموت، عمرو بن حبريش، على حساب الحلف في منصة “فيسبوك” بتاريخ 21 مارس/أذار خبرًا عن لقاء جمعه في جدة بوزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان.
ونشر السفير الأمريكي لدي اليمن، ستيفن فاجن، الأحد، على منصة “إكس” بيانًا قصيرًا “تؤكد فيه الولايات المتحدة أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في حضرموت، وتدعو جميع المكونات السياسية والاجتماعية في حضرموت إلى حل خلافاتها سلميًا عبر الحوار” حد تعبير البيان، الذي اعتبره بعض المراقبين مؤشرا لبدء تدويل أزمة حضرموت.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق