مقال / عادل الحسني
نسأل الله أن يوفقكم للحق، ويسدد خطاكم لما يرضيه عنكم، ويجنبكم مواطن السخط والخطأ.
لقد ابتهج العالم الإسلامي بعودتكم وسقوط الظلم الذي جثم على صدوركم، ووقفنا معكم منذ اللحظة الأولى، كما وقف كل منصف حر لا يبيع دينه ولا يساوم على قضيته.
وفي شؤونكم الداخلية مع مختلف مكونات المجتمع — من الأكراد والشيعة والعلويين والنصارى والدروز — قلنا وما زلنا نقول: أنتم الأدرى بأرضكم وشعبكم، ولن يزاحمكم أحد في القرار، أو يزايد في التفاصيل.

أما حين يتعلق الأمر بفلسطين، بقدسنا، ودماء شهدائنا، وحق أمتنا، فهنا لا حياد، ولا مقام للمجاملات، ولا وزن للمواءمات السياسية؛ فالحق بيِّن والباطل بيِّن.
والله لو أنَّ قادة حـ مـ اس أنفسهم وهم خير أجناد الأرض داهنوا العدو، لكنا أول من يقف ضدهم ويقول لهم: خنتم الأمانة!
فكيف إذا تعلق الأمر بأمة كاملة، وشعب مشرد، ومسرى نبي، ورسالة أمة؟
فلسطين ليست شأنًا محليًا، ولا ورقة تفاوضية عابرة.
فلسطين عقيدة، والعقيدة إما أن تُتبع أو تُنكث، ولا خيار غير ذلك.
ونحن — والله — لا نغفر لمن يساوم عليها، ولا نصمت عمن يفرط بها، مهما كان قربه أو بعده.
يا أبا محمد:
لا تدع لأعداء الأمة منفذًا، ولا ترفع راية السلام أمام كيان اغتصب الأرض، وشرَّد الملايين، وارتكب من الجرائم ما يندى له جبين الإنسانية.
لا تجعلوا من سنوات الصمود هباءً، ولا تسمحوا لأنفسكم بأن تكونوا جسرًا تعبر عليه مشاريع الخذلان والانبطاح.
نحن لا نطلب منكم المستحيل، ولا نحملكم ما لا طاقة لكم به، لكننا نرجو أن تبقى فلسطين في وجدانكم كما عهدناكم، وأن تظل البوصلة نحو القدس، لا إلى واشنطن ولا إلى تل أبيب.
نعلم أن الأيام القادمة صعبة، وأن الضغوط جسيمة، لكننا نثق أن في الشام رجالًا لا يبيعون القضية، ولا يقايضون الدماء بالتسهيلات.
اثبتوا، فإنَّ الزمان يرحل وتبقى المواقف، والله على كل شيء شهيد.
أخوكم / عادل الحسني
اليمن / 2025/4/26م