صحيفة وول ستريت جورنال: احذروا أيها القطريون من هدية 747

13 مايو 2025آخر تحديث :
صحيفة وول ستريت جورنال: احذروا أيها القطريون من هدية 747

الجنوب اليمني | خاص


أكد الرئيس ترامب يوم الاثنين عزمه على قبول طائرة جامبو فاخرة كهدية من الأسرة الحاكمة في قطر، وقال إن “شخصًا غبيًا فقط” هو من سيرفض مثل هذا العرض.

وقال ترامب للصحفيين: “إنهم يقدمون لنا طائرة مجانية ويمكنني أن أقول: لا، لا، لا، لا تعطونا إياها – أريد أن أدفع لكم مليار دولار، أو 400 مليون دولار، أو أيًا كان المبلغ.’ أو يمكنني أن أقول: ‘شكرًا جزيلاً لكم”.

عندما يقدم أمراء الشرق الأوسط هدية بمئات الملايين للرئيس، فإن التقشف لا يكون على رأس الأولويات.

ترامب مستاء من تأخير شركة بوينغ في تسليم طائرة جديدة لسلاح الجو الرئاسي، ويرغب في تحويل الطائرة القطرية للاستخدام الرسمي، وسيقوم البنتاغون بإدارة الطائرة كطائرة رسمية للولايات المتحدة، وبعد انتهاء ولايته الثانية، يخطط ترامب لنقل الطائرة من طراز 747 إلى مؤسسته الخاصة بمكتبته الرئاسية.

وقال ترامب يوم الاثنين إنه “لن يستخدمها” بعد مغادرته منصبه، مشيرًا إلى مكتبة ريغان التي تعرض طائرة رئاسية متقاعدة، لكن من السهل تخيل أن ترامب قد يقرر في عام 2029 استخدامها لبضع سنوات أخرى، أما الادخار جراء خطوة قبوله والذي يتفاخر به ترامب فهو مجرد نقطة في ميزانية الحكومة الفيدرالية.

قبول الهدية القطرية قد يكون أيضًا مأزقًا قانونيًا، فالدستور يحظر على أي شخص يشغل منصبًا فدراليًا يتقاضى منه راتبًا أو يتطلب الثقة قبول “أي هدية” أو “عائدات” من دولة أجنبية، إلا بموافقة الكونغرس.

خلال الفترة الرئاسية الأولى لترامب، كان هناك دعاوى قضائية غير حاسمة بشأن ما إذا كان هذا البند ينطبق عندما حجزت حكومات أجنبية غرفًا فندقية أو غير ذلك في ممتلكات ترامب، وقد كنا متشككين في تلك الحجج، ولكن طائرة 747 مهداة من الأسرة الحاكمة في قطر تعتبر صفقة أكبر بكثير.

تشير تقارير إعلامية إلى أن محامي البيت الأبيض يعتقدون أن قبول الطائرة لن يعتبر رشوة، طالما أن العرض غير مشروط بأي عمل رسمي من ترامب.. ربما يكون ذلك صحيحًا، لكن “أحيانًا لا تكمن الفضيحة في ما هو غير قانوني بل في ما هو قانوني”، كما قالت صحيفة نيويورك صن.

قد تشعر قطر بأنها تستحق على الأقل حسن النية من ترامب، فإذا اتصل الأمير بالبيت الأبيض ليعبر عن آرائه بشأن إيران أو إسرائيل أو المنطقة، ألا يتوقع أن يرد الرئيس على الاتصال؟ هل ينبغي على الناخبين أن يتساءلوا مثل هذا السؤال في المقام الأول؟ إنها إهانة للرئاسة أن تقدم حكومة أجنبية هدية بهذه القيمة لرئيس منتخب للولايات المتحدة.

الهدية القطرية لاتشبه هدية فرنسا التي قدمت تمثال الحرية للعرض العام والاستمتاع به، وبالمناسبة، مرر الكونغرس قرارًا مشتركًا في عام 1877 يفوض الرئيس بقبول ذلك التمثال، تقديرًا للصداقة الفرنسية واحتفالاً بالذكرى المئوية لأمريكا.

خطة ترامب لقبول الطائرة القطرية هي هدية سياسية للديمقراطيين، فقد عارض الجمهوريون بشدة وعلى نحو صاخب صفقات هانتر بايدن الخارجية أثناء شغل والده لمنصب رفيع، ومن ثم بيعه للوحات فنية بأسعار مبالغ فيها بينما يجلس الرئيس بايدن في البيت الأبيض، والآن، تحقق عائلة ترامب أرباحًا كبيرة من مبيعات غامضة للعملات الرقمية، بينما يقول ترامب إن قبول طائرة جامبو مجانية من القطريين هو مجرد تصرف حكيم.