الجنوب اليمني | خاص
في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ أسابيع، قُتل ما لا يقل عن 65 فلسطينياً وأصيب المئات، اليوم الثلاثاء، في هجوم شنته دبابات إسرائيلية استهدفت بشكل مباشر حشداً من المدنيين كانوا ينتظرون تسلم مساعدات إنسانية في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأكدت مصادر طبية في غزة لوكالة رويترز، أن 51 فلسطينياً لقوا حتفهم في الهجوم الأولي على تجمع المساعدات، فيما ارتفعت الحصيلة الإجمالية لضحايا اليوم في أنحاء متفرقة من القطاع إلى 65 قتيلاً، مع تسجيل 14 وفاة إضافية في غارات وهجمات متفرقة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن ما لا يقل عن 20 من مصابي ما أُطلق عليها “مجزرة الطحين” في خان يونس لا يزالون في حالة حرجة، مما يرشح عدد الضحايا للارتفاع بشكل كبير.
ونقل شهود عيان ولقطات مصورة مشاهد مروعة من موقع الهجوم، حيث أطلقت الدبابات الإسرائيلية عدة قذائف على آلاف الأشخاص المتجمعين، محولةً المكان إلى مشهد من الدماء والجثث الممزقة وسط حالة من الهلع والفوضى العارمة.
وتُظهر اللقطات مدنيين ينقلون الجرحى والمصابين بصعوبة بالغة على عربات تجرها الحمير وفي سيارات خاصة، في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في القطاع.
من جانبه، أقرّ الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب بإطلاق النار في المنطقة، مدعياً أنه “رصد تجمعاً” قرب قواته.
وأضاف البيان أن تقارير وردت عن “إصابة عدد من الأشخاص بنيران قواتنا”، مؤكداً أن “الواقعة قيد المراجعة”.
وتفاقم هذه المجزرة الأزمة الإنسانية الكارثية في القطاع المحاصر، حيث بات الحصول على الغذاء أو الماء أو الدواء مخاطرة محفوفة بالموت.
ووفقاً لوزارة الصحة في غزة، قُتل مئات الفلسطينيين خلال الأسابيع القليلة الماضية أثناء محاولتهم الوصول إلى شاحنات المساعدات الشحيحة التي لا تلبي أدنى الاحتياجات.
وتثير هذه الحادثة تساؤلات جدية حول آلية توزيع المساعدات التي تشرف عليها مؤسسات دولية، وهي آلية سبق أن انتقدتها الأمم المتحدة ووصفتها بأنها “غير كافية وخطيرة وتنتهك مبادئ الحياد”، في ظل تزايد أعداد الضحايا المدنيين حول نقاط التوزيع.
ويأتي هذا التصعيد الدامي في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ أكثر من ستة أشهر، والتي أدت إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار واسع النطاق.