الجنوب اليمني | متابعات
شهدت محافظة السويداء خلال الساعات الماضية تطورات أمنية وعسكرية متسارعة، إثر غارات جوية نفذها سلاح الجو الإسرائيلي استهدفت آليات ومواقع تابعة للجيش السوري، في تصعيد خطير ينذر بتفاقم الأوضاع جنوب سوريا.
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، على لسان رئيس الوزراء ووزير الدفاع، أنها أمرت الجيش بتنفيذ ضربات جوية على السويداء، بزعم مخالفة دمشق لسياسة نزع السلاح المتفق عليها سابقًا، وإدخال أسلحة ثقيلة إلى المحافظة. وأكد المسؤولان التزام إسرائيل بحماية أبناء الطائفة الدرزية في سوريا، في إطار ما وصفاه بـ”تحالف الأخوّة” مع دروز إسرائيل.
الجيش الإسرائيلي، من جهته، أعلن بدء العمليات العسكرية الجوية ضد قوات النظام السوري في السويداء، بتوجيه مباشر من المستوى السياسي. وقد أكد مراسلو قناة الجزيرة تنفيذ ثلاث غارات متتالية على مواقع داخل المدينة.
في المقابل، نقلت وكالة سانا السورية الرسمية أن الدفاعات السورية لم تتصدَّ للغارات، مشيرة إلى أن الهجوم جاء في وقت كانت فيه القوات السورية بصدد تنفيذ عمليات داخلية لضبط الأمن في المحافظة.
وفي تطور لافت، أعلن وزير الدفاع السوري التوصل إلى اتفاق لوقف تام لإطلاق النار مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء، موضحًا أن الرد العسكري سيقتصر على مصادر النيران فقط، والتعامل مع أي محاولات لزعزعة الاستقرار من قبل “مجموعات خارجة عن القانون”.
وأكد الوزير صدور تعليمات صارمة للقوات السورية في السويداء بـتأمين السكان والحفاظ على السلم المجتمعي، مع بدء عملية تسليم الأحياء السكنية لقوى الأمن الداخلي. كما أُعلن عن انتشار قوات الشرطة العسكرية بالتنسيق مع وزارة الداخلية لضبط الأمن ومنع التجاوزات.
وقالت وزارة الداخلية السورية إن دخول القوات الحكومية إلى السويداء يهدف إلى بسط الأمن وحماية المدنيين، محذّرة من أي تعدٍّ على الممتلكات العامة أو الخاصة تحت أي ذريعة.
كما بدأت وحدات الجيش السوري سحب الآليات الثقيلة من داخل المدينة، تمهيدًا لتسليم السيطرة الأمنية الكاملة لقوى الأمن الداخلي.
ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس، وسط مخاوف من تحوّل الجنوب السوري إلى ساحة مواجهة جديدة بين إسرائيل والنظام السوري، في ظل هشاشة الوضع الأمني وتزايد الضغوط الدولية والإقليمية على الأطراف الفاعلة في الملف السوري.