هل امرأة الألومبياد أكثر قدسية من نساء خان يونس وتل الهوى..؟

12 أغسطس 2024آخر تحديث :
البلجيكية من أصل مغربي، سارة شعاري، تفوز بالميدالية البرونزية خلال دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024”.
البلجيكية من أصل مغربي، سارة شعاري، تفوز بالميدالية البرونزية خلال دورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024”.
عبدالقادر زايد
عبدالقادر زايد

الجنوب اليمني:مقالات

يا علي المقري: إن اللقطات العابرة لا يمكنها تنظيف فرنسا من العار الأبدي الذي لحق بها، وأن ألف كاتب هزيل مثلك لو اجتهدوا في تبييض جرائمها لن يسعهم ذلك.

فرنسا يا علي المقري دولة تشترك الآن في حرب إبادة جماعية في غزة، هذه الدولة السافلة حليفة السفاح نتنياهو والعنصري بن غفير، لم تتوقف يوماً طيلة ثمانية أشهر عن شحن السلاح لهما كي يتفننوا في سحل أطفال ونساء غزة، بينما تحاول أنت تصويرها كفردوس حرية وشلعة من أنوار!

كم أنت أضحوكة أيها الروائي الأبله، لمجرد أن فتاة محجبة شاركت في الأولمبياد منحت الجمهورية السافلة شرف حمل أقدس معاني الحياة ونصبتها زعيمة للعالم الحر! أي مقياس مختل هذا الذي تجعله معياراً لاستجلاء أكثر المواقف الإنسانية قدسية وفرزها بهذه الخفة التافهة. أين حساسيتك المفرطة من الحرية في عشرات الآلاف من الأطفال والنساء الذين أبادتهم الحضارة الغربية في غزة! أم أن امرأة الألومبياد هذه أكثر قدسية من نساء خان يونس وتل الهوى..؟

أيا أيها الروائي الهزيل، مهما زيفت الحقائق، ستظل السفالة الغربية المعاصرة أحقر هاوية يمكن أن ينزلق إليها أشد بني البشر زيغاً. إنها أخطر بربرية متوحشة سجلها العالم، وحطة لا يمحوها ألف قلمٍ مأجور. كف عن مسعاك السافل هذا لأن قذارات الرجل الأبيض الراهن لن تُطهِّرها ملايين الكلمات التي يتقيأها الكتّاب الفسدة أمثالك من جوف الزيف.

كيف لك أن تتجرأ أيها المقري التعس على الاعتقاد بأنك تستطيع أن تتنفس هواءً نقيًا في شوارع باريس، بينما لا تزال قطرات الدم الفلسطيني تتدفق من بين أصابع كل من يدّعي الحرية..؟ إن أكبر خيانة ترتكبها اليوم ليست بحق أمتك فحسب، بل بحق الإنسان في داخلك. ورغم كل أوهامك وتزلافاتك التعسة هذه، لن تكون في النهاية إلا يمنيًا ضلّ به هواه، ولن تُصبح واحداً منهم، كما يخيل إليك، حتى لو ضحّيت بعقلك وروحك لقاء نيل رضاهم.

يا لهذا العمى الذي يسكن قلبك! ما زلت على ضلالك القديم، تتغنى بالحرية والأنوار حتى الآن، بينما تلك القيم الفاسدة تتعرى بكامل قبحها منذ نحو ثمانية أشهر تحت وطأة الحق الفلسطيني المغتصب..؟ أما زالت رائحة الدم الزكي الذي لعقته ألسنتهم الفاسدة لا تصل إلى أنفك..؟ أرفع عقيرتك قليلاً أيها المثقف الذليل لعل معاطسك ستفلح أخيراً في التقاط النتانة الفرنسية إذا ما كنت لم تشتمها بعد. كم أنت منحط وقد جعلت تستكين إلى أوهامٍ تُسوّقها لنفسك عن الحرية، من بلاد فاجرة تغوص في مستنقع القبح والانحطاط حتى أخمص قدميها.

يا مقري، هل نسيت أن الثقافة، كما يقول سارتر، موقف..؟ وإذا كانت كذلك، فالحرية والأنوار هي أيضاً بدورها مواقف، فكيف لك أن تتخذ موقفًا من الحرية وفي ذات الوقت تغمض عينيك عن جرائم أصحابها وسفالاتهم..؟ المثقف الحقيقي لا يقف صامتًا أمام المذابح، ولا يُخدَع بأضواء زائفة تريد أن تواري خيوط جريمة لم يعد من الممكن أخفاءها.

الحقيقة التي تتجاهلها، هي أن إسرائيل تواصل حرب إبادتها بحق أطفال غزة وبمثابرة جنونية، وفرنسا وسواها يواصلون بدأب شحن كل أنواع الأسلحة لهم لإتمام الأمر حتى نهايته. أيها الكاتب المتصحر الذي بلا قلب ولا فؤاد، ما أنت إلا جزءًا من هذا الزيف وخادماً في بلاطه. تكرر ترانيم الليبرالية كالبغبغاء الداجنة، تلك التي لم تعد تنشد إلا للقتلة.

أفق من غفلتك، أو ابقَ تائهًا في عالمك الوهمي، بعيدًا عن الحقيقة التي تُراق دماؤها كل يوم على أرض فلسطين.

المصدر (صفحة الكاتب بالفيسبوك)

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق