رشاد والفاصوليا

13 أغسطس 2024آخر تحديث :
لقاء رشاد العليمي مع قناة حضرموت، الذي تحدث فيه عن دعم لتوزيع وجبات فاصوليا على الفقراء في مدينة عدن
لقاء رشاد العليمي مع قناة حضرموت، الذي تحدث فيه عن دعم لتوزيع وجبات فاصوليا على الفقراء في مدينة عدن
عادل الحسني
عادل الحسني

الجنوب اليمني: مقالات

‏خلال الأيام السالفة كانت هناك موجة سخرية واسعة حول تصريحات أدلى بها رئيس مجلس القيادة ‎#رشاد_العليمي عن دعم جمعية تقوم بتوزيع وجبات روتي وفاصوليا.

بشكل شخصي، أسعد حين أرى أشكالًا مختلفة من الحراك المجتمعي تهدف إلى تصحيح الوضع، وانتقاد المسؤولين، وصناعة رأي عام ضد ما يضر الوطن والمواطن.

ولكن في قضية وجبات الفاصوليا التي صرَّح بها العليمي كان النقد حادًا، والمبالغ التي أعلن عنها قد تكون مبالغ فيها، وهناك الكثير من المشاريع تُصرف عليها مبالغ أكبر من ذلك بكثير ومع ذلك تمر بصمت دون أن نرى ونسمع تلك الهالة الكبيرة.

نعلم فسادهم وخيانتهم الأمانة، ولكن إن كانت تتم مشاريع يعود نفعها بشكل مباشر على الأسر الفقيرة والمحتاجة؛ دعوا نقدكم أكثر ذكاءًا وابحثوا عن مليارات كثيرة تُبعثر على الأرض أو تُرسل إلى حسابات اللصوص ولا ينال منها فقير أو محتاج شيئًا.

أن تنتظر آلاف الأسر وجبة فاصوليا من مجلس رشاد فهذا دليل فساد وفشل كافي، وعار على المرحلة التي وصلنا إليها، ولكن حتى لا يسوء حال تلك الأسر وينقطع عنها قوتها فالأولى تشجيع مثل هذه الأعمال؛ حتى لا يتم اتخاذ النقد ذريعة للإحجام عن الأعمال الخيرية.

انتقدوا رشاد ومجلسه في القضايا الكبيرة التي يغض الطرف عنها وكأنَّها لا تعنيه:

-أين هم في قضية عشال التي وصلت إلى مستويات عالية دون أن نلمس لهم أي دور إيجابي؟

-أين هم مما حدث في عدن بقمع المتظاهرين السلميين وذوي المخفيين ووصفهم بالمخربين؟

-أين هم من تصرفات الإمارات في القضية بتهريب المتورطين ثم استدعاء مدير أمن عدن ومدير أمن أبين والتواصل مع القبائل وتجاوز رشاد ومجلسه؟

-أين هم من قضايا السجون والاغتيالات والاختطافات؟

-أين هم من انهيار العملة وكوارث الاقتصاد؟

-أين هم من تصريحات محافظ سقطرى التي هدد فيها بالقتل والدماء؟

-أين هم من فتنة بن بريك وتوعده بسفك دماء كل من يدعو للوحدة؟

-أين هم من بيع ثروات الوطن السيادية؟

-أين هم من تهميش ميناء عدن وموت المصافي؟

صدقوني لا يحدث تغيير في الوضع إلا إن كان الشعب كبيرًا في نقده ومطالبه وإرادته وقضاياه.

هناك قضايا مصيرية تحتاج إلى وقوف وانتقاد وحزم، أما قضية الفاصوليا فهي نقطة في بحر من الفشل، وللأسف حلها سيكون على حساب بطون خاوية سيزداد وضعها سوءًا.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق