الجنوب اليمني | خاص
تعد محافظة حضرموت من أغنى المحافظات اليمنية بثرواتها النفطية، حيث ترفد خزينة الدولة بما يزيد عن ثلثي الميزانية، إلا أن المواطنين في حضرموت يعانون من أوضاع معيشية صعبة، خاصةً بعد تعطل عمليات التصدير بسبب سياسات التحالف بقيادة السعودية والإمارات، ما أفسح المجال لتعيين شخصيات تتماشى مع مصالح التحالف، متسببًا في ارتفاع أسعار مادتي الديزل والبنزين، مما جعل حضرموت من أعلى المحافظات تكلفة في هذه المواد، وقد انعكس هذا الوضع على حياة المواطنين وأدى إلى تدهور الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والصحة، مما تسبب في تراجع شعبية المحافظ بين الناس وتصاعد المطالبات بتغييره، وهو ما ظهر جليًا في الهتافات المناهضة له في ملعب سيئون الأولمبي خلال المباراة النهائية لكأس حضرموت يوم الجمعة الماضي.
قرار التخفيض بعد احتجاجات الجماهير
بعد مغادرة الجماهير الملعب وهم يرددون هتافاتهم الرافضة لبقاء المحافظ، صدر تعميم بتخفيض سعر الديزل إلى 800 ريال يمني للتر الواحد بعد أن كان بسعر 1550 ريالًا، يرى المراقبون أن هذا القرار جاء استجابةً لتوتر الشارع في حضرموت، في محاولة لتهدئة الأوضاع بعد احتجاجات الجمهور في ملعب سيئون، فيما يرى آخرون أن هذه الخطوة تمثل بداية اتفاق بين المحافظ و”حلف قبائل حضرموت” المسيطر على مناطق استخراج النفط في غيل بن يمين، حيث توجد شركة “بترومسيلة” النفطية الكبرى.
زيارة المحافظ إلى وادي حضرموت
في ظل تصاعد حدة الاحتقان في الشارع الحضرموتي، غادر المحافظ مبخوت بن ماضي مدينة المكلا يوم الإثنين الماضي متوجهًا إلى وادي حضرموت في زيارة رسمية لافتتاح عدد من المشاريع، وفقًا لما ذكره مكتبه الإعلامي، إلا أن زيارته هذه المرة اتسمت بطول مدتها، إذ دخلت أسبوعها الثاني، كما شملت لقاءات مع علماء ورجال دين، وهو ما لم يكن معهودًا في زياراته السابقة التي عادةً ما تستغرق يومين.
وقد انتشر مؤخرًا مقطع فيديو يظهر المحافظ بن ماضي برفقة وكيل الوادي عامر العامري وهما يتجولان بين المواطنين، الأمر الذي اعتبره الكثيرون محاولة لامتصاص غضب الشارع وتهدئة الأجواء، يطرح البعض تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الخطوات تعبر عن مراجعة المحافظ لسياسته السابقة التي أثارت استياء المواطنين، وعن دور مستشاريه في تقديم المشورة له، أو ما إذا كان لا يستمع إلى آرائهم.
