الجنوب اليمني| خاص
في خطوةٍ أثارت العديد من التساؤلات، التقى عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، برجل الأعمال البارز الشيخ أحمد صالح العيسي، رئيس الائتلاف الوطني الجنوبي، في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
هذا اللقاء المفاجئ يأتي بعد سنوات من التوتر والخلافات العميقة بين الطرفين، مما يثير التساؤلات حول دوافعه الحقيقية وتداعياته على المشهد السياسي في الجنوب.
وبحسب البيان الرسمي الصادر عن المجلس الانتقالي، فقد ناقش الزبيدي والعيسي “مستجدات الأوضاع في البلاد، وطرحا مجموعة من القضايا الاقتصادية الملحّة، إضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لمواجهة التحديات الاقتصادية”.
كما تطرق اللقاء إلى “تعزيز الاصطفاف الوطني وتوحيد الجهود والرؤى بين القوى الجنوبية، تمهيدًا للاستحقاقات القادمة”
لكن مراقبون للشأن السياسي يرون أن هذا اللقاء لا يخلو من أبعاد سياسية خفية، خاصةً في ظل التنافس الشديد بين المجلس الانتقالي والائتلاف الوطني الجنوبي على النفوذ في الجنوب.
ويرى البعض أن هذا اللقاء محاولة من الزبيدي لكسب ود العيسي وتحييد نفوذه المتنامي، في حين يعتقد آخرون أنه مجرد مناورة سياسية تهدف إلى إظهار وحدة الصف الجنوبي أمام المجتمع الدولي.
ولا يمكن إغفال التوترات التي شهدتها العلاقة بين العيسي والمجلس الانتقالي في الماضي، خاصةً بعد أزمة شركة “بلقيس للطيران” التابعة للعيسي، والتي توقفت عملياتها بعد عراقيل من قبل وزارة النقل برئاسة عبدالسلام حُميد الزبيدي، القيادي في المجلس الانتقالي.
فهل ينجح هذا اللقاء في طي صفحة الخلافات بين الطرفين، أم أنه مجرد بداية لمرحلة جديدة من الصراع على السلطة والنفوذ في الجنوب؟
الأيام القادمة كفيلة بكشف حقيقة هذا التقارب المفاجئ، وما إذا كان سيُترجم إلى تعاون حقيقي يخدم مصالح الجنوب، أم سيبقى مجرد لقاء عابر لا يُغَيّر في واقع الأمور شيئًا.