(تحليل) سقوط الانتقالي وصعود التكتل الوطني .. هل تغير موازين القوى في الجنوب؟

6 نوفمبر 2024آخر تحديث :
(تحليل) سقوط الانتقالي وصعود التكتل الوطني .. هل تغير موازين القوى في الجنوب؟

الجنوب اليمني: خاص

شهدت الساحة السياسية في المحافظات المحررة تطوراً بارزاً بإعلان تكتل سياسي كبير ضم غالبية الأحزاب والمكونات اليمنية من الشمال والجنوب. جاء هذا التكتل، الذي أُطلق عليه “التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية”، رسميًا في العاصمة المؤقتة عدن يوم الثلاثاء 5 نوفمبر، حاملاً بنودًا قوية تنسف ما تبقى من مشروع الانفصال واستعادة دولة الجنوب، وهي الشعارات التي دأب المجلس الانتقالي على توظيفها في خطابه السياسي لكسب دعم أنصار الانفصال.

إحياء لمخرجات الحوار الوطني الشامل
يعتمد هذا التكتل في أهدافه على مخرجات الحوار الوطني الشامل، التي عارضها المجلس الانتقالي طويلًا بينما تحظى بتأييد غالبية اليمنيين، خاصة الجنوبيين. ورغم إعلان الانتقالي رسميًا رفضه الانضمام لهذا التكتل عبر بيان مختصر من ناطقه الرسمي، كان رد الفعل باهتًا وموحيًا بالارتباك، مما أظهر ضعف موقفه أمام أنصاره وعجزه عن إعلان موقف صريح يتحدى إرادة السعودية.

واللافت أن عودة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، المعروف بخصومته مع الانتقالي وحليفته الإمارات، ضمن هذا التكتل، تعكس نفوذًا سعوديًا واضحًا، حيث انعقد الاجتماع التأسيسي في عدن بسلامة وبتأمين مكثف من مليشيا الانتقالي نفسها، في مشهد يعكس الهيمنة السعودية ويضعف موقف الانتقالي.

مظاهرات محدودة ورفض خافت
في الوقت الذي شهدت فيه العاصمة عدن مظاهرة صغيرة لمؤيدي الانتقالي أمام مكان انعقاد الاجتماع التأسيسي، غاب الزخم الشعبي المعتاد بسبب افتقار القيادة التمويل اللازم لتعبئة الحشود كما جرت العادة. إذ فضلت قيادة الانتقالي التزام الصمت أمام إرادة السعودية، مما يوحي بانحسار دور الانتقالي وربما قرب نهايته في ظل تراجع التأييد الشعبي له.

قناعة بإنخفاض لمعان نجم الانتقالي
تزايدت القناعة بين المراقبين السياسيين بأن دور المجلس الانتقالي قد بات في نهايته، وأن التحالف يستعد لاستبداله بلاعب آخر جديد في الجنوب، قادر على خدمة مصالح التحالف بصورة أفضل. ورأى محللون أن قيادات الانتقالي قد أبرمت صفقات منذ وقت طويل مع التحالف، وأنها تخلت عن مطلب الانفصال مقابل مكاسب شخصية، مما جعلها عاجزة عن مواجهة القرارات المفروضة عليها.

بين سقوط الانتقالي وصعود التكتل الجديد
في ظل احتمالات أفول نجم الانتقالي، وظهور “التكتل الوطني” كلاعب جديد، ينتظر اليمنيون كيف سيؤثر هذا التكتل على المسار السياسي في الجنوب وعلى أداء الشرعية. تُطرح تساؤلات حول مدى قدرة التحالف على السماح للشرعية بهامش أكبر للعمل في ظل هذا التحول، وإمكانية تفعيل دور السلطة المعترف بها دوليًا بعد سنوات من الإضعاف المتعمد.

إنها مرحلة جديدة مليئة بالتساؤلات حول مصير الانتقالي ودور التكتل الوطني، وإمكانية تحقيق اختراق سياسي يعيد الأمل لاستقرار اليمن، فيما يترقب الجميع تطورات المشهد خلال الأيام المقبلة.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق