الجنوب اليمني: خاص
في تطورات دراماتيكية تعيد تشكيل ملامح المنطقة، تصدرت الأحداث السورية عناوين الصحف العالمية يوم أمس الثلاثاء 17 ديسمبر 2024، ويستعرضها لكم موقع “الجنوب اليمني” في سياق هذا التقرير، حيث وصف مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، سقوط نظام الرئيس بشار الأسد بأنه “لحظة تاريخية”. جاءت هذه التصريحات في سياق إحاطته الشهرية لمجلس الأمن من دمشق، حيث أكد على آمال السوريين في تحقيق تطلعاتهم المشروعة وسط واقع جديد يحمل تحديات هائلة. تزامن ذلك مع إعلان تشكيل حكومة تصريف أعمال بقيادة هيئة تحرير الشام، فيما لا تزال مجموعات مسلحة تعمل خارج هذا التحالف، ما يعكس تعقيد المشهد السياسي والعسكري في البلاد.
من جانب آخر، أشارت صحيفة القدس العربي إلى تقدم ملحوظ في مفاوضات تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، والتي تجري برعاية قطرية ومصرية. حماس أكدت إمكانية الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار إذا توقف الاحتلال عن فرض شروط جديدة. وتتضمن الصفقة المقترحة إطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين مقابل مئات المحتجزين الفلسطينيين، في إطار اتفاق يمتد لعدة مراحل.
في السياق السوري ذاته، طالب القائد العسكري لهيئة تحرير الشام، مرهف أبو قصرة، المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الغارات الإسرائيلية على المواقع السورية، مشددًا على ضرورة بناء مؤسسة عسكرية وطنية تضم جميع الفصائل المعارضة. واعتبر أبو قصرة أن الغارات والتوغلات الإسرائيلية تمثل اعتداءً جائرًا على السيادة السورية، مؤكدًا أن بلاده لن تكون منطلقًا لعداء مع أي دولة.
أما على الساحة التركية، فقد أثارت تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن سوريا جدلًا واسعًا، حيث سلطت صحيفة إيرانية الضوء على رغبته في إحياء إرث الإمبراطورية العثمانية عبر التدخل في شمال سوريا. المقال ربط بين هذه التصريحات وسياقات تاريخية تعود إلى ما بعد الحرب العالمية الأولى، مشيرًا إلى استراتيجيات القوى العالمية في المنطقة.
وفي تطور موازٍ، كشفت صحيفة ديلي تلغراف عن تحركات روسية لسحب أرصدتها العسكرية من سوريا بعد سقوط نظام الأسد، مع تعزيز وجودها العسكري في ليبيا. وأظهرت بيانات الرحلات الجوية نقل معدات عسكرية من بيلاروسيا إلى ليبيا، ما يعكس تحولًا استراتيجيًا في أولويات موسكو بعد خسارتها نفوذها في سوريا لصالح فصائل المعارضة.
تُبرز هذه الأحداث المتلاحقة حجم التحولات الجيوسياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والتي لا تقتصر على سقوط الأنظمة بقدر ما تشمل إعادة ترتيب موازين القوى الإقليمية والدولية.
أبرز الأخبار التي نشرت في الصحف العربية والعالمية ليوم امس الثلاثاء 16 ديسمبر 2024:
- العربي الجديد: بيدرسون يصف سقوط الأسد بالحظة التاريخية مؤكدا أن السوريون يرغبون بتحقيق تطلعاتهم المشروعة
نشرت صحيفة العربي الجديد اللندنية تصريحات مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لسورية غير بيدرسون والذي وصف الأحداث التي شهدتها سورية بـ”التاريخية”، والتي جاءت بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، النظام الذي حكم سورية لمدة 54 عامًا في غضون أسبوعين قصيرين، في الوقت الذي تواجه فيه سورية واقعًا جديدًا للغاية. وجاءت تصريحات بيدرسون ضمن إحاطته الشهرية لمجلس الأمن الدولي في نيويورك والتي قدمها عبر دائرة متلفزة من دمشق وأشار في البداية للأمل والمخاوف التي يعيشها السوريون بسبب التحديات المختلفة. وقال: “أنا أسمع الآمال وأسمع المخاوف. هناك شعور عميق ومشترك بين السوريين بأن هذا الوضع الجديد هو لهم، وأن هذه هي لحظتهم لتحقيق تطلعاتهم المشروعة. وهناك أمل كبير ولدى سورية الآن فرصة حقيقية للتحرك نحو السلام والاستقرار الاقتصادي والنمو، والإدماج لجميع السوريين والمساءلة والعدالة.” وأضاف: “ولكن يشعر كثيرون بالقلق إزاء المستقبل. فالتحديات التي تنتظرنا هائلة. وأخشى أن تتجه الأمور نحو الأسوأ مرة أخرى إذا لم يتم التعامل مع هذه المسألة بالشكل الصحيح ــ من جانب السوريين والمجتمع الدولي على حد سواء” وحول الوضع على الأرض وما تتطلبه العملية السياسية، أضاف: “استلمت حكومة تصريف الأعمال السلطة وأسستها قيادة العمليات العسكرية وهي التحالف المسلح المهيمن وتقوده هيئة تحرير الشام وقائدها أحمد الشرع”، وأكد: “لكن هناك مجموعات مسلحة، بما فيها أجزاء من الجيش الوطني السوري والتي تعمل خارج هذا التحالف الذي يعمل معظمه تحت رعاية الائتلاف الوطني السوري المعارض”. - القدس العربي: تقدّم في مسار المفاوضات .. و حماس تؤكد ان الاتفاق ممكن إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة
قالت صحيفة القدس العربي ان المعطيات عن حدوث تقدم في مفاوضات تبادل الأسرى والمعتقلين زايدت في بين إسرائيل وحركة “حماس” التي أكدت أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في ظل التطورات الإيجابية الحاصلة في المفاوضات الجارية وقالت في بيان مقتضب “في ظل ما تشهده الدوحة من مباحثات جادة وإيجابية برعاية الإخوة الوسطاء من قطر ومصر، فإن الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن، إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة” وذكرت قناة عبرية، أن وفداً إسرائيلياً من جهازي الاستخبارات الخارجية (الموساد) والأمن العام (الشاباك) يتواجد في قطر للدفع نحو إبرام صفقة لتبادل أسرى مع حركة “حماس”. وأكدت مصادر إسرائيلية إمكانية التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق للنار يمر بعدة مراحل ويشمل عقد صفقات لتبادل الأسرى وكان عومر دوستري المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال “إن هناك تقدماً في مفاوضات صفقة التبادل مع قطاع غزة”. وحسب ما كشفت تقارير عبرية فإن الاتفاق يشمل وقف إطلاق النار لمدة شهر ونصف الشهر تقريباً، وإطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين، ومئات المحتجزين الفلسطينيين، ويشمل الآليات التي ستضمن الإشراف على عودة سكان غزة إلى شمال القطاع. - القدس العربي: القائد العسكري لهيئة تحرير الشام يطالب المجتمع الدولي بإيجاد حل للقصف والتوغل الاسرائيلي في سوريا
افادت صحيفة القدس العربي بأن القائد العسكري لهيئة تحرير الشام مرهف أبو قصرة، المعروف باسمه الحربي أبو حسن الحموي، امس الثلاثاء إن بناء مؤسسة عسكرية تنضوي ضمنها كل الفصائل المعارضة، يشكل “الخطوة المقبلة” بعد إطاحة الرئيس السابق بشار الأسد وقال أبو قصرة في مقابلة مع وكالة فرانس برس في مدينة اللاذقية الساحلية “في أي دولة، يجب أن تنضوي كل الوحدات العسكرية ضمن هذه المؤسسة”. وعما إذا كان سيصار الى حل جناح الهيئة العسكري، أجاب “بالتأكيد..سنكون إن شاء الله من أول المبادرين وسنبقى مبادرين لأي توجه يحقق المصلحة العامة للبلد” و طالب القائد العسكري أبو قصرة، المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الغارات والتوغل الاسرائيلي في سوريا، مؤكدا أن بلاده لن تكون منطلقا لأي “عداء” تجاه أي من الدول و قال أبو قصرة “نرى أن القصف الإسرائيلي على المواقع العسكرية والتوغل الذي حصل في الجنوب السوري هو جائر .. وهذا كله تراب سوري”وطالب “المجتمع الدولي بإيجاد حل لهذا الأمر” مضيفا “نوصل رسالة للجميع، وهي أن سوريا لن تكون منطلقا لأي عداء.. ومشاكل دولية أو إقليمية”. - هام ميهان: أردوغان يسعى لإحياء العثمانية من بوابة شمال سوريا
أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول سوريا، جدلا واسعا وأعادت إلى الأذهان حقبة ما بعد الحرب العالمية الأولى وتحت عنوان “عودة إلى التاريخ؟”، سلطت صحيفة هام ميهان الإيرانية الضوء على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عقب التطورات الأخيرة في سوريا وسقوط حكم بشار الأسد وتناول الكاتب غلامعلي دهقان في مقاله أبعاد هذه التصريحات، رابطًا إياها بالسياقات التاريخية، واستراتيجيات القوى العالمية، من روسيا والصين إلى أوروبا والولايات المتحدة ويشير الكاتب إلى أن أردوغان، في خطابه، استحضر ما بعد الحرب العالمية الأولى، بتصريحات “تفوح منها رائحة العودة إلى التاريخ وإحياء الإمبراطورية العثمانية”. - ديلي تلغراف: روسيا تسحب أرصدتها العسكرية من سوريا بعد سقوط الأسد وتعزز وجودها في ليبيا
تعمل روسيا على تعزيز قواعدها العسكرية في ليبيا بعد انهيار نظام بشار الأسد في سوريا وهروب الأخير إلى موسكو عقب دخول فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، حسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي تلغراف” ووفقا للتقرير ، فإن بيانات الرحلات الجوية تظهر أن ما لا يقل عن ثلاث طائرات شحن عسكرية روسية طارت من بيلاروسيا إلى ليبيا منذ الثامن من ديسمبر، وهو اليوم الذي أطاح فيه المقاتلون السوريون بنظام الأسد الذي دعمته روسيا في السابق. وهبطت أحدث رحلة في بنغازي بليبيا في وقت مبكر من صباح يوم السبت الماضي، وفقا لبيانات من “فلايت رادار24” وهو موقع لتتبع الرحلات الجوية وهي في مسارها الحقيقي. ويعتقد الخبراء أن روسيا تنقل المواد الدفاعية المخزنة في بيلاروسيا، أقرب حليف لها، إلى ليبيا، حيث تزيد بسرعة من وجودها العسكري ردا على استيلاء المقاتلين المعارضين لنظام الأسد على دمشق.