الجنوب اليمني| منوعات
في احتفالية علمية مبهرة، نشر تلسكوب “هابل” الفضائي صورة جديدة لمجرة “سومبريرو” الشهيرة، تكشف عن تفاصيل مذهلة لم يسبق رؤيتها من قبل، يأتي هذا الإصدار احتفالًا بمرور 35 عامًا على إطلاق المرصد الفضائي الذي غيّر نظرة البشرية إلى الكون.
تقع مجرة “سومبريرو” (مسييه 104) على بُعد نحو 31 مليون سنة ضوئية في كوكبة العذراء، وتتميز بشكلها الفريد الذي يشبه قبعة عريضة الحواف، ما يمنحها مظهرًا غريبًا ومميزًا بين ملايين المجرات، وتجمع هذه المجرة خصائص المجرة الحلزونية عالية البنية والمجرة الإهليلجية المنتشرة، لتشكل نموذجًا هجينًا لا ينتمي تمامًا لأي من الفئتين التقليديتين.
الصورة الجديدة، التي أعيدت معالجتها بتقنيات رقمية حديثة، تكشف عن شبكة معقدة من الممرات السديمية والنجوم التي تضيء الخلفية بضوء خافت، فضلًا عن تفاصيل دقيقة في قلب المجرة المتوهج. وعلى الرغم من سطوعها اللافت، فإن “سومبريرو” ليست نشطة بشكل كبير في تكوين النجوم، إذ تنتج فقط نجمًا جديدًا كل عام تقريبًا.
اللافت أيضًا أن المجرة تحتوي في مركزها على ثقب أسود هائل الكتلة يُقدر بحوالي 9 مليارات ضعف كتلة الشمس، كما أظهرت أرصاد تلسكوب “جيمس ويب” في الأشعة تحت الحمراء المتوسطة.
ورغم أنها أكبر قليلًا من مجرتنا “درب التبانة”، إلا أن زاوية ميلانها وقوة إشعاع مركزها يجعلان دراستها أكثر تعقيدًا، ما يضيف إلى غموضها العلمي سحرًا بصريًا جعل منها واحدة من أكثر صور “هابل” شهرة على الإطلاق.