خنفر ـ خاص
شهدت محافظة أبين اليوم السبت واحدة من أخطر حوادث الاختطاف التي تستهدف الكوادر المدنية، في مؤشر خطير على تدهور الوضع الأمني تحت مرأى ومسمع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي التي تسيطر على المحافظة.
وأفادت مصادر محلية لـ”منصة أبناء أبين وشبوة” أن مسلحين مجهولين اختطفوا ستة من كبار موظفي مصنع أسمنت الوحدة في منطقة #باتيس، مديرية #خنفر، بينهم مدير الإنتاج، ومدير المشاريع، ومدير الجودة، ومدير الصحة والسلامة، ومدير المحجر، ورئيس قسم الطواحين.
وبحسب الشهود، فقد اعترض المسلحون حافلة الموظفين على طريق الحصن_باتيس، وأجبروهم تحت تهديد السلاح على الانتقال إلى سيارة من نوع “فورشنر”، واقتادوهم إلى جهة غير معلومة باتجاه منطقتي حلمه وحسان.
الخاطفون لم يكتفوا بالفعل الإجرامي، بل بادروا بتهديد إدارة المصنع، مطالبين بإغلاقه وطرد الخبراء والمهندسين المصريين العاملين فيه، إلى جانب مطالب أخرى تتعلق بمشاريع كهرباء ومياه لا تقع ضمن مسؤوليات المصنع.
وقد حمّلت إدارة المصنع الخاطفين المسؤولية الكاملة عن سلامة الموظفين، وطالبت السلطات المحلية والأجهزة الأمنية، بما فيها مليشيا “الحزام الأمني” المدعومة إماراتياً التي يُشتبه بانتماء بعض الخاطفين إليها بالتحرك العاجل.
ورغم الانتشار الواسع لقوات الانتقالي في كل زقاق وشارع في المحافظة، فإن الحادثة جرت دون أي تدخل، ما يطرح تساؤلات عن فاعلية هذه القوات، وأولوياتها، بل وحتى مدى تورط بعض عناصرها.
ويُعد المصنع شرياناً اقتصادياً رئيسياً في أبين، حيث يوفر فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لآلاف المواطنين. ويُهدد استمرار استهدافه بتقويض آخر مظاهر النشاط الاستثماري في المنطقة، ودفع المستثمرين المحليين والخارجيين للبحث عن بيئات أكثر أمناً.
في الوقت الذي ترفع فيه قيادات الانتقالي شعارات دعم التنمية والاستثمار، يكشف هذا الحادث حجم التناقض بين الخطاب والممارسة، وسط غياب أي موقف رسمي واضح حتى لحظة كتابة هذا التقرير.