تقرير خاص لـ”الجنوب اليمني” حضرموت والإدارة الذاتية.. مشاريع ومخططات تبحث عن الطريق وسط غياب المشروع الوطني الجامع..

20 مايو 2025آخر تحديث :
حضرموت مشاريع ومخططات تبحث عن الطريق وسط غياب المشروع الوطني الجامع..
حضرموت مشاريع ومخططات تبحث عن الطريق وسط غياب المشروع الوطني الجامع..

الجنوب اليمني | خاص

في 12 ابريل الماضي أعلن رئيس حلف قبائل حضرموت دعوته بالتوجه نحو إعلان الإدارة الذاتية في حضرموت.
إعلان “عمرو بن حبريش” جاء عقب تجاذبات شهدتها المحافظة بين الحلف والمجلس الإنتقالي الذي زار رئيسه عيدروس الزبيدي مدينة المكلا ومنها هاجم رئيس الحلف  بن حبريش واتهمه بالتخادم مع الحوثيين.

وعلى إثر هذا السجال ذهب بن حبريش إلى الرياض والتقى وزير الدفاع السعودي “خالد بن سلمان” ثم عاد إلى حضرموت وأقام لقاءً جماهيرياً في هضبة حضرموت التي تعد منابع النفط واعلن التوجه نحو الإدارة الذاتية للمحافظة.

ما هو مشروع بن حبريش في الإدارة الذاتية لحضرموت؟

الإدارة الذاتية للمحافظة يقصد بها أن تتولى إدارة شؤونها الداخلية بشكل مستقل، دون تدخل مباشر من الحكومة المركزية.
ومن الأسباب التي قد تدعو لهذا القرار هي الرغبة في الاستقلالية ووجود خلافات مع المركز وصراعات سياسية واقتصادية وقطع الطريق على تدخلات اطراف.

وفي حالة حضرموت فإن قرار الإدارة الذاتية التي يسعى إلى تحقيقها رئيس حلف قبائل حضرموت “عمرو بن حبريش” اهدافه يمكن تحديدها في ثلاث قضايا رئيسية:
_اولاً: قطع الطريق على مجلس القيادة الرئاسي من ان يكون له اي قرار فاعل في شئون حضرموت وخصوصا الإقتصادية والنفط بالذات.
_ثانياً: إغلاق الباب في وجه المجلس الإنتقالي الجنوبي الساعي منذ سنوات للسيطرة على حضرموت كما فعل من قبل في عدن وشبوة.
_ثالثاً: رغبة شخصية لدى رئيس الحلف بن حبريش في السيطرة والزعامة على حضرموت.

أين يقف الحليفان السعودية والإمارات من التجاذب الذي يعصف بحضرموت؟

التلويح بالإدارة الذاتية لحضرموت هل هو تكتيك أم هدف لا تنازل عنه؟!
وأين تقف السعودية  والإمارات من هذه الدعوات ؟! ..
ثم كيف حول الحليفان البلد إلى كانتونات منفصلة؟

اسئلة كثيرة ستكون موضوع البحث والتحليل.. ولكن يجب علينا معرفة القيمة الجيوسياسية لحضرموت وعلى ضوئها سنعرف ماذا يعني إعلانها الإدارة الذاتية في حال نجحت الفكرة.

فحضرموت هي أكبر محافظات اليمن تقع شرق الجمهورية اليمنية وتحتل 36 % من مساحتها تتكون حضرموت من 30 مديرية وعاصمتها هي مدينة المكلا وأكبر مدنها ويبلغ عدد سكان حضرموت اكثر من مليون نسمة.

و تضم مساحتها أراضي زراعية، وثروات معدنية، وثروات بحرية وتنوع بيئي ، وتراث معماري فريد يعود لمئات السنين، وتقع على شريط ساحل بحر العرب كما ترتبط باطول حدود مع المملكة العربية السعودية.

حضرموت هي حقول النفط أسوة بشبوة ومأرب ولها حدود مع المملكة العربية السعودية وفيها سواحل بحر العرب.
ومن هذه المقومات الثلاثة ( النفط الحدود والسواحل) يتضح تماماً قيمة المحافظة الشرقية الاكبر في اليمن.

وبالتالي فإن ذهابها نحو الإدارة الذاتية يعني أن ناخذ بالحسبان ارتدادات أمنية على الجارة المملكة والميزانية المالية للدولة والامن الدولي في الملاحة.

البحسني يرفع الراية البيضاء

وسط هذا التجاذب الذي تعيشه حضرموت قام مجلس القيادة الرئاسي بتكليف أحد اعضاءه وهو فرج البحسني “محافظ سابق لحضرموت” كمشرف تنفيذي على المحافظة من باب إحتواء المشاكل المتصاعدة ومن باب آخر ان يضع المجلس الرئاسي يده على المحافظة.. فما الذي حدث؟!

أخلى عضو الرئاسي اليمني “فرج البحسني” ،  الأحد 18 مايو مسؤوليته عن الإشراف على وضع حلول لإحتواء الأوضاع في محافظة حضرموت ملقياً إياها على “الدولة والتحالف” السعودي الإماراتي لدعم الشرعية اليمنية.

يأتي ذلك بعد أسبوع على تكليف مجلس القيادة الرئاسي له بالإشراف على وضع حلول لإحتواء أوضاع المحافظة التي تشهد تصاعدًا للاستقطابات في ظل اتساع التذمر من تردي الخدمات واتهام السلطات المحلية بالخضوع لإرادة “الانتقالي الجنوبي”.

وقال البحسني: “إنني كعضو في مجلس القيادة الرئاسي، ومن منطلق انتمائي لهذه المحافظة الكريمة، أضع أمام الجميع الدولة والتحالف العربي مسؤولية كبرى تتطلب ترجمة مطالب أبناء حضرموت إلى واقع ملموس، واتخاذ إجراءات جذرية تُحدث التغيير اللازم”.

الواضح ان فرج البحسني اصطدم بحائط سميك ووقع بين الثيران المدعومين من ابوظبي والرياض فاختار السلامة ورفع الراية البيضاء.

إجمالاً وحتى لا نتوه  في التفاصيل

ما تشهده حضرموت هو صراع نفوذ بين الحليفين الخليجين “الرياض وابوظبي” والحرب الباردة بينهما و التي يدفع اليمن ثمنها منذ انطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015م

هذا الصراع عبر الادوات المحلية اليمنية وهو جزء من المتاهة التي أفرزها التحالف السعودي الإماراتي تفكيكاً وتدميراً وتمزيقاً لليمن الأرض والإنسان وسط غياب وتغييب متعمد للمشروع الوطني الجامع لليمنيين والذي سيحقق امن البلد ووحدته وامن المنطقة والملاحة الدولية.

لنعود إلى اصل الموضوع هل ستذهب حضرموت نحو إدارة ذاتية ؟
عملياً كل المحافظات الواقعة تحت سلطة مجلس الثمانية تدار ذاتياً كما ان النفط والغاز لا يتم تصديره إلى الخارج بفعل تهديدات الحوثيين ومزاج السعودية والإمارات في جعل الحكومة الشرعية عاجزة بلا موارد وبالتالي ارتهانها بالكامل لرغبات الجيران الحليفين.

بمعنى ان الإدارة الذاتية مثلها مثل الإنفصال والشعارات الاخرى المطروحة في السوق يتم إثارتها للإبتزاز و لتحقيق اجندات اخرى منها السلطة والثروة والمناصب.

 

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق