الجنوب اليمني | خاص
في تطور يعكس تصاعد القدرات العسكرية لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) تجري تحقيقًا داخليًا لفهم الكيفية التي تمكنت بها الجماعة من اختراق منظومات الحماية والدفاع لواحد من أقوى الأساطيل البحرية في العالم.
وبحسب مسؤولين أمريكيين تحدّثوا للصحيفة، فإن قرابة 10% من إجمالي الأسطول البحري الأمريكي، أي ما يُعادل نحو 30 سفينة حربية، انخرطت في مواجهات مباشرة في البحر الأحمر وخليج عدن منذ أواخر عام 2023، نتيجة التصعيد المتواصل من جانب الحوثيين.
وأكدت الصحيفة أن واشنطن أنفقت ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار على الذخائر التي استُخدمت ضد الحوثيين منذ بداية العمليات. ورغم ذلك، لا تزال الجماعة تحتفظ بقدرتها على تنفيذ هجمات نوعية ضد السفن العسكرية والتجارية، خاصة تلك التي تُعتبر مشاركة في العدوان على غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن التطورات في البحر الأحمر أصبحت داخل أروقة البنتاغون تُعتبر بمثابة “اختبار ميداني مبكر” لاحتمالات مواجهة كبرى مع الصين، وهو ما يُبرز دور الحوثيين كعنصر فاعل ومؤثر في رسم معالم الصراع الدولي من موقعهم داخل اليمن.
وفي تطور مقلق للبنتاغون، فُتحت تحقيقات بشأن حادثتي تصادم بحري داخل مجموعة حاملة الطائرات “ترومان”، إلى جانب تقارير غير مؤكدة عن فقدان ثلاث طائرات مقاتلة، ما يُثير تساؤلات حول فعالية البنية التشغيلية للأسطول، أو إمكانية إسقاط تلك الطائرات من قبل الحوثيين.
ويرى مراقبون أن الأداء العسكري الميداني لجماعة أنصار الله يُشكل نقلة نوعية في مفاهيم الردع غير المتكافئ. فبإستخدام الزوارق المسيّرة والطائرات الانتحارية، تمكن الحوثيون من ترسيخ حضورهم كقوة إقليمية قادرة على تغيير قواعد الاشتباك، رغم الحصار والحرب المفروضة على اليمن.