الجنوب اليمني: خاص
قال رئيس جمعية الملاحة البحرية الأردنية إن الضربات الإسرائيلية تجاه اليمن تسببت في تعطيل حركة الشحن في البحر الأحمر، مما أجبر الأردن على إجراء تعديلات مكلفة على تجارته.
بعد مرور عام تقريبًا على بدء هذه الضربات، التي أثرت على الملاحة في البحر الأحمر، قال الدكتور دريد محاسنة، إن الموانئ المتوسطية في تركيا واليونان ومصر أصبحت المصدر الرئيسي لإمدادات الأردن التجارية إلى ميناء العقبة، بعد أن كانت الشحنات تمر مباشرة عبر مضيق باب المندب.
وأضاف محاسنة، الرئيس التنفيذي لشركة غرغور للشحن، أن الأردن لم يعانِ من نقص في السلع، إلا أن العديد من السلع أصبحت أكثر تكلفة نتيجة التعديلات التي فرضتها القيود على حركة السفن في البحر الأحمر. وأشار إلى أن حركة الملاحة شهدت تراجعًا كبيرًا، حيث انخفض عدد السفن المارة عبر مضيق باب المندب بنسبة 61%، بينما تراجعت حركة ناقلات النفط بنسبة 64%.
يُعد البحر الأحمر شريانًا حيويًا للتجارة بين الشرق الأقصى وأوروبا، بالإضافة إلى كونه ممرًا رئيسيًا لصادرات النفط الخليجية. لكن الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المواقع البحرية في اليمن أسهمت في تعطيل هذا الشريان وتسببت في تحويل مسار الكثير من السفن.
ورغم تراجع حركة الشحن عبر باب المندب، إلا أن حركة الواردات والصادرات في ميناء العقبة بقيت ثابتة، حيث سجلت 14.1 مليون طن في الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، وفقًا لبيانات اتحاد الشحن.
وأفاد الدكتور محاسنة أن التكاليف قد ارتفعت بشكل كبير بسبب التعديلات الطارئة على طرق الشحن، حيث اضطرت شركات الشحن الكبرى إلى تجنب المرور عبر باب المندب واتخاذ طرق بديلة حول رأس الرجاء الصالح، رغم تزايد تواجد القوات البحرية الغربية في المنطقة.
واستهدفت الهجمات أكثر من 150 سفينة تجارية منذ بدء الضربات الاسرائيلية على اليمن، مما أدى إلى إغراق سفينتين واستيلاء الحوثيين على أخرى، وأسفرت عن مقتل أربعة بحارة. كما تم اعتراض عدة صواريخ وطائرات بدون طيار قبل أن تصل إلى أهدافها في البحر الأحمر، بما في ذلك سفن عسكرية غربية.
تعكس هذه التطورات أثر الضربات الإسرائيلية على اليمن، التي أدت إلى تعطيل حركة التجارة البحرية في المنطقة وفرض تكاليف إضافية على الدول المجاورة، بما في ذلك الأردن، الذي يعتمد بشكل كبير على الاستيراد لتلبية احتياجاته.