الجنوب اليمني | خاص
أطلق خبراء ومنظمات إنسانية تحذيراً قوياً من كارثة وشيكة تهدد حياة الملايين في اليمن بالجوع والمرض، وذلك جراء الانهيار الحاد في التمويل الدولي المخصص للأعمال الإنسانية.
وكشف المشاركون في ندوة متخصصة نظمها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، أن خطة الاستجابة الإنسانية للعام 2025 لم تُموَّل سوى بنسبة ضئيلة جداً لا تتجاوز 0.4%، حيث لم يتم جمع سوى 9.59 مليون دولار من إجمالي 2.47 مليار دولار مطلوبة، في وقت يحتاج فيه أكثر من 19.5 مليون يمني لمساعدات عاجلة.
ويُعزى هذا التراجع الكارثي في التمويل، بحسب المتحدثين، إلى تصاعد الأزمات العالمية الأخرى كالحرب في أوكرانيا والأوضاع في غزة والسودان، مما أدى إلى إعادة ترتيب أولويات الدول المانحة، فضلاً عن تراجع كبير في الدعم الأمريكي الذي كان يشكل رافداً أساسياً.
ووصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الوضع بأنه يمر بمرحلة “انهيار غير مسبوق”، حيث لا تكفي المبالغ المتاحة سوى لتغطية احتياجات نحو 8 ملايين شخص فقط من إجمالي المحتاجين.
وأدى هذا النقص الحاد في التمويل إلى اضطرار العديد من المنظمات الإغاثية إلى تقليص نطاق عملها بشكل كبير، بل إن بعضها أوقف أنشطته كلياً وأغلق مكاتبه، مما يفاقم معاناة السكان، وخاصة النازحين الذين تجاوز عددهم 4.3 مليون شخص، يتركز 2.2 مليون منهم في محافظة مأرب وحدها.
وقد توقفت أكثر من 70% من مشاريع إدارة المخيمات و60% من برامج الصحة والتعليم في مأرب بسبب شح الدعم.
وشدد المشاركون في الندوة على ضرورة الانتقال من الإغاثة الطارئة إلى حلول أكثر استدامة، داعين إلى مراجعة شاملة لآليات توزيع المساعدات لضمان وصولها للمناطق الأشد احتياجاً، وتعزيز التنسيق بين الجهات الفاعلة.
وطالبوا بالتركيز على مشاريع تنموية تعالج جذور الأزمة، وتوطين العمل الإنساني عبر دعم المنظمات المحلية، واعتماد نهج “الترابط الثلاثي” الذي يدمج بين المساعدات الطارئة والمشاريع التنموية وتهيئة الظروف لبناء السلام.