الجنوب اليمني: خاص
كشفت مصادر مطلعة عن تحركات سعودية لتغيير قيادة البنك المركزي اليمني، في ظل الانهيار المستمر للعملة الوطنية أمام العملات الأجنبية. وذكرت المصادر، في تصريحات لبرنامج “من الآخر” الذي تبثه قناة “يمن شباب”، أن حسام الشرجبي قد يكون مرشحًا لخلافة محافظ البنك الحالي، أحمد غالب المعبقي، الذي قدم استقالته سابقًا، لكن الحكومة رفضتها عقب تراجعه عن قرار نقل البنوك الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة عدن. وأوضحت المصادر أن الشرجبي قد يكون الخيار المشترك الذي يحظى بدعم كل من الرئيس رشاد العليمي والسعودية، وأن الدعم السعودي المتوقع للبنك والعملة مرتبط بتنفيذ تغييرات في الإدارة.
وبحسب مصادر “يمن شباب”، فإن المعبقي لا يزال خارج البلاد، بينما تواجه الحكومة صعوبة في معالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، خصوصًا مع استمرار المحادثات بين الحوثيين والسعودية في مسقط حول الملف الاقتصادي.
في السياق ذاته، عقدت الحكومة اليمنية اجتماعًا طارئًا الثلاثاء برئاسة رئيس الوزراء، لمناقشة تدهور العملة المحلية، بحضور محافظ البنك المركزي ومسؤولي وزارة المالية. وناقش الاجتماع الإجراءات اللازمة لمواجهة الانهيار القياسي للريال اليمني، حيث تجاوز سعر الدولار 2000 ريال يمني، بينما قفز الريال السعودي إلى 520 ريال. وأشار المحافظ إلى أن أسباب التدهور تشمل توقف صادرات النفط، وتراجع المساعدات الدولية، وانخفاض الإيرادات الحكومية.
وأثناء الاجتماع، دعا محافظ البنك إلى تدخل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لدعم البنك المركزي، موضحًا أن البنك اتخذ إجراءات عاجلة، من بينها الإعلان عن مزاد لبيع 50 مليون دولار لتهدئة أسواق الصرف.
كما ناقش نائب محافظ البنك، محمد عمر باناجه، في لقاء مع سفراء الاتحاد الأوروبي بعدن، مستوى تنفيذ بنود اتفاق يوليو 2024، الذي رعاه المبعوث الأممي، والمتعلق بإلغاء الإجراءات ضد البنوك التي لم تنقل مقارها إلى عدن. وأكد أن البنك المركزي نفذ التزاماته بالاتفاق، في حين لم يقدم الحوثيون أي خطوات إيجابية ملموسة.
تأتي هذه التطورات في وقت تسعى فيه الحكومة اليمنية لاستئناف تصدير النفط المتوقف منذ عامين، بعد أن منعت ميليشيات الحوثي عمليات التصدير واستهدفت موانئ النفط والسفن الناقلة.
