واشنطن بوست: اغتيال السنوار “انتصار تكتيكي فاشل” دون خطة لليوم التالي للحرب

19 أكتوبر 2024آخر تحديث :
واشنطن بوست: اغتيال السنوار “انتصار تكتيكي فاشل” دون خطة لليوم التالي للحرب

الجنوب اليمني: خاص

في افتتاحيتها، وصفت صحيفة “واشنطن بوست” مقتل يحيى السنوار، زعيم حركة حماس، بأنه قد يفتح الباب أمام وقف إطلاق نار دائم والإفراج عن الأسرى. وأشارت إلى أن السنوار قتل في اشتباك مباشر على الأرض، ولم يكن محاطاً بالأسرى في أنفاق حماس كما أفادت بعض التقارير الاسرائيلية.

واعتبرت الصحيفة أن مقتل السنوار قد يحقق هدفاً معلناً من أهداف الحرب الإسرائيلية، وقد يشكل نقطة تحول فيها، إلا أن تأثير هذا الحدث على إنهاء الصراع ما زال غير مؤكد. ورغم أن موته قد يخلق فرصة لإحياء المحادثات حول اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، فإن تحقيق هذا يتطلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاوز ميوله الانتصارية والتوجه نحو مفاوضات جدية.

تضيف الصحيفة أن وقفاً للقتال واتفاقاً يشمل الإفراج عن الأسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة يعد أفضل خيار للتخفيف من معاناة جميع الأطراف، لا سيما الفلسطينيين الذين يعيشون في ظل دمار واسع. وأكدت الصحيفة أن على الرئيس الأمريكي جو بايدن الضغط لتحقيق هذه الصفقة، وإقناع إسرائيل بعدم تأجيل الخطة الاستراتيجية لما بعد الحرب.

وتعتبر الصحيفة أن الانتصارات التكتيكية التي حققتها إسرائيل، بما في ذلك اغتيال السنوار، قد تعتبر فاشلة إذا لم تتبعها خطة واضحة لما بعد الحرب. فقد ذكر بايدن بعد تأكيد مقتل السنوار أن موته يمثل فرصة لتحقيق “اليوم التالي” في غزة وتسوية سياسية للحرب، مشيراً إلى إمكانية خلق مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين.

ورغم احتفاء الامريكيين والاسرائيليين بوفاة السنوار، فإنها تثير تساؤلات جديدة حول مستقبل قيادة حماس ومدى استعداد خليفة محتمل للتفاوض على وقف إطلاق النار. كما أبدى مسؤولون وخبراء أمريكيون وإسرائيليون وعرب شكوكاً حول إمكانية أن يشكل رحيل السنوار فرصة لإنهاء الحرب، خاصة في ظل عدم وضوح الرؤية حول القيادة البديلة في حماس.

ويرى الخبراء أن مسار الصراع سيتحدد وفق الخيارات التي سيتخذها نتنياهو، سواء بالسعي لتحقيق نصر أوسع في غزة أو بإنهاء العمليات العسكرية والدخول في مفاوضات حول صفقة رهائن. وقد عُلقت المحادثات السابقة بشأن هدنة دائمة بسبب مطالب لا يمكن التوفيق بينها من الطرفين، وانسحبت حماس من المفاوضات في نهاية المطاف.

كما لفتت الصحيفة إلى أن الضغط الدولي يتزايد على نتنياهو، خاصة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، اللذين طالبا بتحسينات كبيرة في المساعدات الإنسانية المقدمة إلى غزة. وتم تحديد مهلة زمنية تصل إلى 30 يوماً قبل اتخاذ أي إجراءات محتملة، وهي فترة تتزامن مع الانتخابات الأمريكية المقبلة، ما يعني أن إسرائيل قد تكون متحررة من أي ضغوط كبيرة حتى ذلك الوقت.

واعتبر محللون أن نتنياهو، الذي يرأس أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، يواجه قيوداً سياسية تعيق التحرك نحو السلام مع السلطة الفلسطينية أو تنفيذ انسحاب من غزة، مما يجعل الحديث عن حل الدولتين غير مطروح حالياً.

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق