الجنوب اليمني: خاص
لازالت محافظاات جنوب اليمن تشهد توترات متزايدة واستهدافات متكررة ضد القوات السعودية والإماراتية والميليشيات التابعة لها والتي اشتدت وتيرتها على مايبدو مع بداية نوفمبر الجاري في تصعيد يعكس الرفض الشعبي المتنامي لوجود التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات في الجنوب, حيث برزت الأحداث التي وقعت مؤخرًا في محافظة حضرموت شرر الحراك الشعبي المتصاعد ضد هذه القوات، وسط توترات اجتماعية واتهامات بتدخلات خارجية غير مرحب بها.
اعتقالات على خلفية النشاط التضامني
في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، أقدمت ميليشيا النخبة الحضرمية، المدعومة إماراتيًا، على اعتقال الشاب محمد علوي عيدروس فدعق، بسبب نشاطه التضامني مع غزة ولبنان عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى جانب تنظيمه لمسيرات دعم للقضية الفلسطينية. ووفقًا لشهادات محلية، سبق الاعتقال تهديدٌ مباشر تلقاه فدعق من مصدر مجهول في بداية نوفمبر، ما أثار استياءً واسعًا لدى الناشطين الذين اعتبروا هذا التحرك مسعى لقمع الأصوات المعارضة ومساندة مواقف لا تتماشى مع قضايا العرب والمسلمين.
تصاعد العنف تجاه القوات المدعومة إماراتيًا
وفي حادثة أخرى، لقي أحد جنود ميليشيا النخبة الحضرمية المدعومة إماراتيًا مصرعه بعد تعرضه لطعن بسكين على يد مواطن في حضرموت. ووفقًا لمصادر محلية، اندلع الخلاف في إحدى النقاط الأمنية بمدينة المكلا، حيث وقعت مواجهة مباشرة بين الجندي والمواطن الذي طعن الجندي مرتين في عنقه إثر شجار تصاعد إلى عنف مباشر. هذه الحادثة تعكس توتر العلاقات بين المدنيين في الجنوب والقوات المحلية المدعومة من الإمارات، والتي يرى البعض أنها تخدم أجندات لا تتماشى مع تطلعات الشعب اليمني.
اغتيال جنود في القوات السعودية بسيئون
وفي مدينة سيئون بمحافظة حضرموت، تعرض مندوب القوات السعودية، المقدم علي المطيري، لمحاولة اغتيال نفذها جندي يمني، في هجوم أسفر عن مقتل اثنين من أفراد حراسة المقدم السعودي وإصابة آخرين. وذكر مصدر أمني أن الجندي اليمني محمد صالح حسن العروصي أطلق النار أثناء ممارسة المطيري للرياضة، ما أدى إلى إصابات قاتلة بين أفراد الحراسة، في حين نجا المطيري من الحادثة, ويرى البعض أن هذه الواقعة تعكس امتداد مشاعر الغضب ايضا لدى الجنود اليمنيون، التي بات بعضهم يعبرون عن رفضهم لوجود القوات السعودية في الجنوب.
مؤشرات ودلالات تصاعد الحراك الشعبي
تأتي هذه الأحداث ضمن تصاعد الاحتجاجات الشعبية الرافضة لوجود التحالف العربي في عدة محافظات بجنوب اليمن والتي اتهمت التحالف بتدهور الاوضاع المعيشية والاقتصادية بسبب سياساته في هذه المناطق, ويعزو المحللون هذه التطورات إلى شعور متزايد بين الجنوبيين بأن القوات الأجنبية، سواء السعودية أو الإماراتية، باتت تتجاوز دورها العسكري في دعم الشرعية اليمنية إلى محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية، بما يتعارض مع المصالح الوطنية لليمنيين. ويبدو أن حملات الاعتقالات، والتضييق على النشطاء، والاحتكاكات المباشرة مع المواطنين، اصبحت عوامل ساهمت في إذكاء حراك شعبي على وشك ان يتوسع ضد هذا التواجد.
ما مستقبل التواجد السعودي الإماراتي في الجنوب؟
تشير هذه الأحداث إلى تحديات متصاعدة أمام التحالف العربي لكلا من السعودية والإمارات وميليشاتها في الجنوب، حيث يعبر سكان المحافظات الجنوبية عن رفضهم بشكل متزايد للتدخلات الخارجية، سواء عبر الاحتجاجات السلمية أو عبر استهداف قوات التحالف وأعوانهم المحليين للخصوصية اليمنية. ومن المتوقع أن يستمر هذا التوتر، مع ازدياد الأصوات التي تطالب برحيل القوات السعودية والاماراتية، ليضع التحالف العربي في مواجهة مع شعب بات يرى تواجده مهددًا لحريته وأمنه الداخلي.