الجنوب اليمني | خاص
تتصاعد حدة الاحتجاجات في مديرية قعطبة بمحافظة الضالع، حيث يُطالب الأهالي والمزارعون بإيقاف مصنع إسمنت تابع للشركة الوطنية لصناعة الإسمنت، يعمل بالفحم الحجري في مديرية المسيمير بمحافظة لحج المجاورة.
ويُعرب المحتجون عن قلقهم البالغ إزاء التأثيرات البيئية والصحية الخطيرة لانبعاثات المصنع، مُحذرين من تداعياتها على الإنسان والحيوان والمحاصيل الزراعية.
وقد نفذ الأهالي سلسلة من الوقفات الاحتجاجية خلال الأيام الماضية، مُنددين باستخدام الفحم الحجري في توليد الطاقة، والذي يُعتبر مُحرماً دولياً لما يُسببه من تلوث بيئي مُدمر. وأشار المحتجون إلى ارتفاع مُعدلات الإصابة بأمراض السرطان والأمراض الجلدية، بالإضافة إلى تضرر المحاصيل الزراعية وتدهور الثروة الحيوانية، عازين ذلك إلى انبعاثات المصنع السامة.
وفي هذا السياق، أكد الإعلامي علي محسن، أحد أبناء المنطقة، وجود حالات إصابة بالسرطان يُرجح ارتباطها بالتلوث الناجم عن استخدام الفحم الحجري. كما أشار إلى معاناة الأهالي من الأمراض الجلدية وتلف المحاصيل الزراعية.
من جهته، حذر الدكتور أياد صالح عبدالله، مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة، من الأضرار الصحية الناجمة عن انبعاثات المصنع، مُطالباً بتشكيل لجنة صحية متخصصة لتقييم الوضع واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وفي ذات السياق، أوضح المزارع أحمد العرسي أن الانبعاثات السامة، بالتزامن مع ظاهرة الاحتباس الحراري، تُؤثر سلباً على الزراعة والثروة الحيوانية في المنطقة.
يُذكر أن المادة 41 من القانون 26 لعام 1995 بشأن حماية البيئة تُلزم أصحاب المشاريع بتوفير أجهزة رصد لمواصفات التصريف والتلوث.
وتُشير دراسة علمية أجراها الباحث عنتر الشعيبي من جامعة عدن عام 2021، بعنوان “التقييم البيئي لمصنع إسمنت الوطنية”، إلى أن مداخن أفران الإسمنت تُعد مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حيث يتراوح مستوى الانبعاثات ما بين 10-100 مليغرام لكل نانومتر مكعب، وقد يصل إلى 500 مليغرام، في حين أن التركيز المسموح به هو 1.0 مليغرام لكل متر مكعب.
كما حذرت الدراسة من خطورة “الديوكسينات”، وهي مجموعة من المركبات شديدة السمية تنتج عن احتراق الفحم الحجري في أفران الإسمنت، والتي تُصنفها منظمة الصحة العالمية كمُسببات للسرطان.
ويُطالب الأهالي المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية بالتدخل العاجل لحماية البيئة وصحة الإنسان والحيوان، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة النشاط الزراعي في المنطقة.